
احمد رفعت
المستنخبون!
لا نعرف كيف يفكر بعض المنتمين للنخبة المصرية ولا طريقة تحليلهم للأمور وخصوصًا القضايا الاستراتيجية المهمة التى تتوقف عليها مصائر البلاد والعباد والتى ينتظر الناس آراءهم فيها؟!
لا نقصد موقفهم من قضية بعينها إنما طريقتهم فى مجمل القضايا الوطنية وإن كانت تبدو الخيبة الثقيلة فى أزمة السد الإثيوبى.. فبعيدا عن أن وطنهم فى أزمة وهذا يكفى للتغاضى عن أى ملاحظات لهم على الأداء الحكومى وتأجيل أى خلاف معها بشعار أن «أى شىء مؤجل طالما الوطن فى خطر» وأن خلافاتنا البينية تحل داخل أطر ديمقراطية بجميع أشكال الحوار من المقال الصحفى إلى البرنامج الانتخابى إلا أن ملاحظاتنا عن هذا الفصيل من النخبة يتجاوز ذلك.. إذ أن هذا البعض يتماهى بمواقفه مع أعداء شعبنا.. وبلا أى خجل.. فلا الأعداء قرأوا مثلا اتفاق المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان فى 2015 ولا يعرفون بنوده ولا يدركون أن لجوء مصر قبل أسابيع لمجلس الأمن والاتحاد الإفريقى يعنى انتهاء هذا الاتفاق الذى أرادت به مصر تحويل الأزمة إلى تعاون وتحويل الخلاف إلى مصالح مشتركة ولم يتم به أى تنازلات بل نص على أنه موقع طبقًا للقانون الدولى وجميع القرارات ذات الصلة.. ومع ذلك الأسطوانة التى يغنى بها هؤلاء وأولئك أن على مصر «إلغاء الاتفاق»! بما يوحى أن الاتفاق سبب الازمة وليس التعنت الإثيوبى وأن مصر أخطأت بتوقيعه وعليها ـ يعنى اتخاذ إجراءات جريئة بإلغائه!!
للأسف لم يكتف هؤلاء بخذلان وطنهم ولا دعمه حتى إلى حين. إنما قبلوا أن يكونوا إمعات لإعلام الشر.. جهلاء بالمعنى الحرفى.. عبء على شعبنا لا يزيدونه إلا «خبالا»!