الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجامعات الذكية

الجامعات الذكية

فرضت أزمة كورونا أمرًا واقعًا جديدًا فى كافة المجالات ومنها التعليم الجامعى، وبالرغم من أن التحول الرقمى وتحويل الجامعات إلى جامعات ذكية كان من الأمور المخططة إلا أن أزمة كورونا عجلت بهذا التحول.



تصريحات الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى تدعوللتفاؤل.. خلال عامين سيتم تحويل كافة الجامعات المصرية لتصبح جامعات ذكية وهو عملية تتطلب العديد من محاور العمل منها بالطبع محور تطوير البنية التحتية المعلوماتية، وهو مشروع جار حاليا بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وجار استكماله. الأمر يحتاج بالطبع الى تعديل فى اللوائح الداخلية للكليات والمعاهد، وهو ما سيتم فى الفترة القصيرة القادمة.. ستصبح الأمور أكثر سهولة خاصة بعد التعديل التشريعى الاخير،  حيث وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بشأن تعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم (49) لسنة 1972.. من خلال إضافة مادة جديدة برقم (197) مكررا.. تُجيز فى حالة الضرورة لوزير التعليم العالى والبحث العلمى بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات تعديل نظام الدراسة والامتحان، ووضع بديل أو أكثر للتقييم فى عام جامعى أوفصل دراسى محدد بما يضمن استكمال العملية التعليمية مع استيفاء المتطلبات الأساسية والحد الأدنى من معايير إتمام المناهج الدراسية.

والى أن ينتهى المشروع تماما خلال الفترة المحددة له فإن التحرك بصورة جزئية والانتقال التدريجى هو أحد الحلول الواقعية والمقبولة، حيث تم اعتماد نماذج التعليم الهجين Hybrid Education System  والتى تتيح المزج بين نظام التعليم التقليدى ونظام التعليم الرقمى وتم ايضا الاتفاق على ان تكون الدراسة بالكليات النظرية يومين فقط فى الأسبوع على أن تكون باقى الأيام بصورة الكترونية Online، كما سيتم اتاحة العديد من المحاضرات العملية لأصحاب الكليات العملية بنفس الأسلوب.

فى نفس السياق تم خلال الأسبوع الماضى مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحثة ابتسام فوزى تميم عن موضوع «علاقة الشباب الجامعى المصرى بالمواقع الإلكترونية لمؤسسات التعليم العالى وسبل تطويرها»، حيث تمت الدراسة على أربع جامعات واشتملت على الطلاب وايضا القائمين على ادارة تلك المواقع...المهم فى تلك الدراسة هو نتائجها والتى أظهرت قلة معدلات الاستخدام اليومى للمواقع الإلكترونية ولا تزيد تلك المعدلات إلا فى حالة حدوث مشكلة دراسية للطالب، كما أن المواقع تحتاج الى تطوير بإضافة المزيد من أدوات التفاعل مثل ال ChatBots، كما تحتاج تلك المواقع الى المزيد من سرعة الاستجابة للطلبات والشكاوى وهى أمور مرتبطة بمدى فاعلية القائمين على الموقع  ومدى الإيمان بأهمية تطويره والاعتماد عليه واختصارا للأمر فإن «الدافع» للاستخدام هو المحدد الأساسى يليه «جودة» الخدمة المقدمة من خلال تلك المواقع وهى أمور مهمة لابد من أن تؤخذ فى الاعتبار عند الانتقال الى الجامعات الذكية، فالموقع هو واجهة الجامعة وهو الأداة الأكثر فاعلية فى مسيرة التحول الرقمى الناجحة.

ربما يمكن اضافة تطبيقات للتليفون المحمول وربما يمكن عمل تطبيق للتواصل الاجتماعى موحد على مستوى الجامعات يتم من خلاله تفعيل المشروع الرقمى، وربما فى وقت ما يتم تعميمه وادخال خدمات حكومية الكترونية اليه فمثلما كانت العديد من الابتكارات تبدا فى الجامعات ثم تنتقل للقطاعين الحكومى والخاص فتنتشر.. نأمل فى أن يصبح نموذج الجامعة الذكية هو النموذج الناجح والمطبق فى العديد من المؤسسات الأخرى.