الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الروبيكى وإعادة الاعتبار للصناعة الوطنية

الروبيكى وإعادة الاعتبار للصناعة الوطنية

ستظل الصناعات الوطنية فى كل العصور، مؤشر التقدم والنهضة فى كل الأمم، ودون الصناعة والزراعة تظل المجتمعات المختلفة تحت سطوة ثغرة الاهتزاز لأى طارئ، وتظل مؤشرات التنمية خاضغة لأى متغيرات طبيعية، أو نوات سياسية، تطيح بكل عمليات النمو ونتائجها، فالصناعة والزراعة أساسا التنمية الشاملة الحقيقية .



وفقا لهذه المعانى، كان إحساسى بسعادة بالغة، وأنا استمع الى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث فى افتتاح منظومة مصانع الغزل والنسيج بالروبيكي، وكان إحساسى بالفخر والاعتزاز لمفاهيم وطنية، تربينا عليها منذ الصغر تقول: إن الادخار الوطنى أساس الاستقلال الحقيقي، وأن الصناعة والزراعة أداتا التنمية والدرع الواقية للاستقلال الوطنى فى مواجهة العالم.

المسألة لم تعد شعارات أوكلمات أغان وطنية حماسية، وإنما فعل على الأرض، يحيل الأفكار والخطط، إلى واقع حقيقي، يعكس ما نقوله، ويؤكد ويترجم كل هذه المعاني، لذلك لم أستغرب  الرئيس وهويتحدث عن قلعة المحلة الكبرى، بكلمات عكست دون إظهار ذلك شعور بالأسى، عما لحق بواحدة من قلاع الصناعة المصرية، والتى لعبت دورًا مهمًا فى الدفع باسم الوطن، بين مصاف الدول الصناعية المحترمة، وقت أن كانت منتجات صناعات النسيج المصرية، تغزو أسواق العالم، وتُعلى من اسم الوطن. حديث مصانع الغزل والنسيج بالروبيكي، وتجلياته عن قلعة الصناعة الوطنية بالمحلة الكبرى، وإعادة التاريخ ليصبح حاضرًا ومستقبلًا، عكس وعيا من الدولة المصرية، بضرورات المستقبل، وأدوات تلبية الاحتياجات المطلوبة، لصناعة مستقبل مختلف، وعكس وعيًا بأن وطنا بلا صناعة بلا مستقبل، ورغم كل النجاحات التى تحققت فى مجالات أخرى، وجذب الاستثمارات لقطاعات مختلفة، تظل القدرة على تنمية الاستثمار والإنفاق الحكومى فى المجالات الصناعية هو الأهم والأبرز.

حديث الدولة المصرية عن الصناعة، لم يقتصر على الروبيكي، أو إعادة مدينة المحلة الكبرى الى مكانتها المتميزة، وإنما سبق ذلك استعادة واقع مصانع السيارات، التى تأسست فى حقبة العشرية الاولى من القرن الحالي، وأطاحتها أحداث يناير، وانسحب المستثمرون، ليعودوا مجددا فى سياق رغبة الدولة الوطنية المصرية، استعادة قلاع الصناعة، ومسيرة التنمية الصناعية فى مجالات مختلفة.

ثقتى فى مسيرة خطط التنمية بلا حدود، ورغم التشككات أحيانا، أو التحفظات على بعض الخطوات والقرارات، لكن تظل المؤشرات العامة مثيرة للاطمئنان، ودافعة للثقة، خصوصًا وأنت تتحدث عن سنوات استطاعت الدولة خلالها، سد ثغرات ضخمة ما بين الإنتاج الزراعى وبين الاحتياجات والاستهلاك، وهى السياسات التى ساعدت على تلبية احتياجات أسواق خارجية عديدة، وسط  وباء كورونا وتداعياته على الدول الكبرى والمتقدمة. حين نحقق ذلك فى مجال الزراعة، وتنمو صادراتنا الزراعية، ونتوازى مع ذلك بخطوات على الأرض، لمسيرة الصناعة، فنحن نتحدث عن أداتين أساسيتين للتنمية، ودولتنا تسلك مسارًا صحيحًا فى هذا الجانب، يتيح تحقيق التكامل بين عنصرى التنمية الصناعية والزراعية معًا.

أحاديث الروبيكى أعادت الاعتبار للصناعة الوطنية، وأكدت أنها قائد التنمية للدول الكبرى.