الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطوفان الرقمى 1-2

الطوفان الرقمى 1-2

صدر فى عام 2008 كتاب مهم بعنوان Blown to bits للمؤلفين هال أبلسون وهارى لويس وكنى ليدين... ظهرت الترجمة العربية من خلال مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة عام 2014 تحت عنوان «الطوفان الرقمى».... والمقصود بالطوفان أوبالمعنى الأصلى لعنوان الكتاب «انفجار» أننا نعيش فى عصر رقمى بامتياز.



يؤكد الكتاب على عدد من الحقائق منها بالطبع ما يميز هذا العالم الرقمى شديد التعقيد الواسع الاتساع... بيانات ومعلومات كثيرة وكلها تتألف من الصفر والواحد... عناصر البيانات الرقمية الأولية... لا يمكن التفرقة بين البيانات الأصلية والمنسوخة... على سبيل المثال إذا كانت البيانات تشكل أغنية فلا يمكن التفرقة بين الأغنية الأصلية أو الاغنية المنسوخة مخالفة لعصر ما قبل العصر الرقمى حيث كان من الممكن التفرقة بين النسخة الأصلية من الأغنية والمنسوخة... ربما جودة الصوت أو درجة التشويش أو درجة الارتفاع أو الانخفاض ... إلخ.

وبالرغم من هذا الزخم الكبير إلا أن قراءة تلك البيانات وتحليلها أصبحا من الأمور المهمة جدا فوسط هذا الطوفان لا يستطيع العقل البشرى استخلاص المعلومة المفيدة أو الوصول إلى المعرفة والحكمة بمفرده وهو أمر يؤكد على أهمية أدوات التحليل وما ينتج عنها من وظائف مهمة فى الحاضر والمستقبل، ويأتى على رأسها وظائف تحليل البيانات العملاقة Big data Analysis.

من خصائص هذا الطوفان الرقمى أيضا هو صعوبة محو تلك البيانات على الاطلاق... فإمكانيات  الانتقال والنسخ وإعادة النسخ هى امكانيات عادية فى هذا العالم الرقمى مالم توضع سياسة أو قانون لمحو تلك البيانات وحظر تداولها بعد انتفاء الغرض منها، وهى أمور تعالجها العديد من قوانين حماية البيانات الشخصية ومنها القانون المصرى الذى تم إقراره هذا العام.

بالطبع هذا الطوفان له مميزاته وله عيوبه.. سلاح ذو حدين مثله مثل أغلب الظواهر والاختراعات الحديثة ...الانكشاف وفقدان الخصوصية أصبحا من الأمور المعتادة وخاصة بعد توغل وتوحش شبكات التواصل الاجتماعى وانغماس الجميع فيها.

العديد من المواقع الالكترونية تتيح لزائريها مشاهدة أجزاء كبيرة من العالم من خلال كاميرات مثبتة بتلك المواقع وتتصل بشبكة الإنترنت على مدار الساعة مثل موقع https://www.earthcam.com/  هذا بالإضافة إلى ما يفعله بعض مستخدمى الإنترنت من وضع كاميرات خاصة لمراقبة المنازل وأماكن العمل والمدارس وخلافه.. يتم وضعها على شبكة الإنترنت؛ لتتيح لهم متابعة تلك المواقع عن بعد وهى أمور تتيح لبعض المخترقين أن يشاهدوا نفس المشاهد وخاصة فى حالة ترك اعدادات تلك الكاميرات بدون ضبط أو تأمين.

غدا نكمل