الطوفان الرقمى 2-2
مازلنا مع كتاب «الطوفان الرقمى» والذى يرسم ملامح هذا العصر المتفجر بالبيانات والمعلومات... يشير الكتاب إلى أمر فى غاية الخطورة وهو المرتبط بالخصوصية وإمكانية التجسس على كل ما تقول وتفعل... الكتاب يشير إلى إمكانيات مهولة لهذه التقنيات حيث يمكنك أن تضع شريحة صغيرة فى حذائك لتتمكن من معرفة مكانه فى المنزل وهى تتيح لك أيضا أن تتعقب من يرتديه.
تستطيع أن تتعرف على مدى ازدحام طريق ما قبل أن تتجه إليه كما يمكن أن تتعرف على معدلات الزيارة لمتجر أو مكان عام ببساطة من خلال تطبيقات جوجل ايرث وهى بيانات يقوم الجميع بإرسالها دون أن يعلموا ذلك ودون أن يعرفوا كيفية إغلاق تلك الخاصية.
البحث عن إبرة فى كوم قش كان مثلا يقال فى الماضى للدلالة على استحالة الوصول إلى المطلوب... اليوم مع احترافية محركات البحث بات هذا ممكنا كما بات توجيه الباحثين أمر سهلا أيضا... لا يهتم الكثير من المستخدمين إلا بالصفحة الأولى من نتائج البحث خاصة أول ثلاثة منها وهى أمور يمكن أن تستغلها بعض من تلك المحركات لتحريك الرءوس والتوجيه نحو تبنى فكرة معينة أو التنازل عن أخرى.
هذا التحيز موجود ونلاحظه كثيرا....الأمر الثانى المرتبط بالإعلانات التى تقفز فجأة ونراها مرتبطة باهتماماتنا بصورة مباشرة... بعض تلك النتائج تأتى متزامنة مع حديث مع صديق حول منتج بعينه وهو ما يثير الشكوك حول إمكانية التنصت إلى ما نقول خارج الشبكة أيضا.
قضايا تشفير البيانات والرسائل لضمان الخصوصية أو عدم اكتشاف بعض الأعمال غير القانونية مثل الجرائم والأنشطة الإرهابية وأيضا حقوق النشر للمؤلفات والأعمال الأدبية والفنية.... الابتزاز والتشهير وإطلاق الشائعات ونشر الأخبار المغلوطة وأيضا أنشطة الأطفال على شبكة الإنترنت من القضايا المهمة والتى أفرد لها الكتاب عدة صفحات.
الصور الثابتة ومقاطع الفيديو المفبركة بعناية... الشخصيات الوهمية التى يتم تشكيلها بواسطة برامج متخصصة لإنتاج صور ثابتة ومتحركة يتم استخدامها فى شبكات التواصل الاجتماعى لاستقطاب الأطفال والسذج.
تطرق الكتاب إلى التجارة الإلكترونية والحرب الاقتصادية بين الشركات...بالطبع كان هذا قبل إطلاق شبكة التيك توك بسنوات..... تلك التى أظهرت الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين فى صورة شديدة الوضوح والمباشرة.... إنه الصراع على الكعكة الاقتصادية العالمية وهو ما اتضح بعد دخول شركة مايكروسوفت على الخط وتقدمها بعرض لشراء شركة التيك توك.
قضايا كبيرة ومعقدة نأمل بأن تدخل منطقتنا العربية على خط المنافسة بدلا من الاكتفاء فقط بدور المشاهد والمستهلك كما هو الحال الآن.
