الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يُبعث كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ

يُبعث كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ

حديث نبوى شريف فى صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ»....رأيت بنفسى أناس بينهم وبين الله أسرار...بعضهم لم يكونوا ظاهرين لي...أحدهم توفى بعد صلاة المغرب فى شهر رمضان...جلبة وصياح....انتقلنا إلى منزله ودخلنا عليه غرفته...وجدناه قد انتقل إلى جوار ربه والمصحف بين يديه مفتوحا...كان يقرأ فيه بعد ان تناول وجبة الإفطار وصلى المغرب فى المسجد ثم عاد إلى بيته يقرأ القرآن فى انتظار صلاة العشاء ليذهب مجددا الى المسجد ليؤديها...اخذنا المصحف من بين يديه وحملناه الى سريره...شخص عادى تراه يوميا فلا تلحظ عليه أى شيء مختلف...ليس كثير الكلام...لا نعرف ما كان يقوم به ولا نعرف مدى نقاء قلبه وما بينه وبين الله ولكننى رغم مرور سنوات كثيرة على هذا المشهد إلا أننى أشعر بتأثر شديد كلما تذكرت هذا الموقف.



شخص آخر توفى اثناء مشاهدة مباراة لكرة القدم جراء الانفعال الشديد...قرأنا أيضا عن وفاة عدد من الاشخاص نتيجة انهيار مدرج فى أحد الاستادات أثناء مشاهدة مباراة لكرة القدم أيضا.

سمعنا عمن توفى ساجدا ومن توفى مخمورا...من توفى داخل المسجد ومن توفى داخل أحد الملاهى الليلية...الله غفور رحيم والأعمال بالنيات ولا يجب علينا أن نحكم على أحد...فقد يكون من توفى فى الملهى الليلى قد ذهب إليه لانتشال شخص عزيز عليه من براثن الخطيئة وقد يكون من توفى فى المسجد قد ذهب لسرقة الأحذية....ربما يكون الأمر كذلك وهو ما يحتم علينا ألا نطلق الأحكام ولا أن ننصب أنفسنا آلهة تدخل هذا الجنة أو تلقى هذا فى النار إلا أننا يجب جميعا أن نستبشر وأن نرجو رحمة الله للجميع...فرحمة الله لا حدود لها ومغفرته يوم القيامة تسع الجميع...جزء من حديث ذكره ابن كثير يقول «والذى نفسى بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه.» ذكر ابن كثير بعد ذلك أن هذا حديث غريب إلا أنه وبغض النظر عن حال ودرجة الحديث المذكور فقد وردت أدلة كثيرة من نصوص الوحى تدل على سعة رحمة الله تعالى وعظم مغفرته، فقد قال الله تعالى: وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ {الأعراف:156} ، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53كما انه فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن لله عز وجل مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة.

تذكرت الحديث عنوان المقال عندما نظرت حولى فوجدت الجميع ممسك بتليفونه المحمول غير عابئ بمن حوله وغير مهتم بملبسه أو بمطعمه أو مشربه ولا بصلاته ولا بأى أمر من الأمور التى يجب عليه أن يهتم بها...فقط تحديق مستمر فى تلك الشاشات السخيفة...ترى كم منا سيبعث يوم القيامة ممسكا بهذه الأجهزة اللعينة. تغريدة: اللهم اوقف أعمارنا على خاتمة حسنة وأيقظنا على رائحة الجنة