الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأهلى مدرسة القيم

الأهلى مدرسة القيم

يضرب النادى الأهلى المثل فى أسلوب الإدارة الراقية التى لا تنظر تحت أقدامها فقط ولا تعمل بأسلوب النفعية المباشرة مثلما هو الحال فى بعض الأندية الأخرى.



هذا الأسلوب وما ينتج عنه من قرارات قد تؤثر سلبا على نتائج النادى على المدى القريب ولكنها ترسى مبادئ وترسخ قيما نفتقدها كثيرا...نتذكر جميعا واقعة حارس المرمى الشهير الكابتن عصام الحضرى والذى لا يختلف اثنان على مهارته ولا على استحقاقه للقب الحارس الأعظم فى تاريخ الكرة المصرية بفضل أرقامه القياسية وتاريخه الطويل ...موقفه فى 2008 وتعاقده مع نادى سيون السويسرى بدون موافقة النادى الأهلى وتركه للنادى فى منتصف الموسم الكروى ثم محاولاته للعودة مرة اخرى بعد مشوار قصير مع ناديه الجديد.

انقسم جمهور الأهلى إلى قسمين احدهما يرى أن ما فعله اللاعب كان خطأ كبيرا ولكن حاجة النادى له ولمهاراته قد تشفع له للعودة واستكمال اللعب مع النادى اما القسم الثانى فقد رأى ان ما فعله لا يمكن غفرانه وهنا جاء قرار ادارة النادى الأهلى برفض طلب الرجوع بالرغم من الوساطات الكبيرة التى تدخلت لمحاولة ارجاع اللاعب...ذلك فى وقت كان النادى فى امس الحاجة إلى حارس قوى  حيث لم يكن الحراس الباقون على نفس المستوى واحتاج الأمر إلى فترة طويلة حتى وصل بعضهم إلى المستوى المطلوب.

قرار النادى بالرغم من الاحتياج الشديد لمهارات اللاعب كان قرارا تاريخيا...قرار لإرساء أسس وقيم وقواعد...يطيب لمشجعى الأهلى ان يطلقوا عليها «قيم الأهلي».. وبالرغم من التأثير السلبى لهذا القرار على مسيرة النادى لفترة من الزمن إلا أنه كان هو القرار الأصوب...أما فى حالة ان كان النادى قد قبل اعتذار اللاعب وسمح بعودته إلى صفوف الفريق... ربما يتحسن موقف النادى فى جداول المنافسات على المدى القريب ولكن تأثير هذا القرار على باقى أعضاء الفريق سيكون فى غاية السلبية وربما دفع اخرين إلى انتهاج نفس النهج وهى أمور تؤثر بشدة على الحالة المعنوية وتضرب قيمة «الانتماء» فى مقتل.

موقف مشابه يحدث هذه الأيام مع لاعب آخر اسمه رمضان صبحى وكما توقعنا يقوم النادى الأهلى بالتأكيد على قيمه ومبادئه وهذا هو معنى الانضمام إلى ناد عريق.

من القيم المهمة ايضا ان يشعر من يلعب للنادى بالراحة والأمان فى حالة اقتراف خطأ غير مقصود.. قيمه تساعد على رفع الروح المعنوية وتسهم فى الابداع وبذل اقصى جهد عن طيب خاطر...قصة فى هذا الإطار شهيرة عن أحد العاملين فى احدى الشركات والذى اقترف خطأ غير مقصود أدى لخسارة الشركة مليون دولار.. اجتمع مسئولو الموارد البشرية مع مدير الشركة وحاولوا فصل الموظف إلا أن مدير الشركة رفض ذلك وتمسك بالموظف قائلاً: «هذا الموظف كلفنا مليون دولار لكى يتعلم الانتباه والدقة وسيكون من الحمق ان نقوم بإهدائه إلى أى مؤسسة أخرى».