الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منهجية الأوقاف.. والتجديد

منهجية الأوقاف.. والتجديد

لا تزال وزارة الأوقاف رغم ما مرت به فى الفترة الأخيرة من غلق للمساجد ثم فتحها باجراءات احترازية، وتوقف فى الاجتماعات والدورات التدريبية بسبب جائحة «كورونا»، قادرة على ان تقدم نموذجا متجددا فى عملية التجديد، سواء على الجانب العملى ام على الجانب النظرى، فمنذ أيام صدر عن وزير الأوقاف إصدارمهم يبين اهمية التجديد فى تطبيق وسطية الإسلامية.



الكتاب عبر بوضوح عن سماحة الإسلام ويسره فى جعل فهم الواقع والمقاصد والأولويات، وإعمال العقل وسائل اساسية فى فهم صحيح النص،مما يتيح القدرة على التجديد المنضبط بضوابط الشرع.

ان التجديد الذى تسيير عليه وزارة الأوقاف نابع من ايمان حقيقى باهمية رسالة الدعوة وفق الواقع وفهم النصوص، بل إن هناك مساحة واسعة لسماع الآراء بما يخدم عملية الدعوة بصورة كبيرة وهو ما لمسته بنفسى فى العديد من المواقف، ومن خلال مشاركتى باجتماعات داخل أروقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

إن التجديد وفق رؤية وزير الأوقاف، وهو بحكم منصبة مسؤلا عن العمل الدعوى فى مصر، كفيل بحل العديد من المشكلات التى نقع فيها بسبب بعض الخلافات حيث يرى أن المُفتَى به فى عصر معين، وفى بيئة معينة، وفى ظل ظروف معينة، قد يصبح غيره أولى منه فى الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة، أو تغيّرت الظروف، ما دام ذلك كله فى ضوء الدليل الشرعى المعتبر، والمقاصد العامة للشريعة ؛ ما دام الأمر صادرًا عما هو – أو من هم – أهل للاجتهاد والنظر.

كما يقول :» إننا نؤمن بالرأى والرأى الآخر، فإذا كان بعض سلفنا الصالح قد قال : رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب، فإننا نذهب أبعد من ذلك فنقول : إن كلا الرأيين قد يكونان على صواب، غير أن أحدهما راجح والآخر مرجوح، فنأخذ بما نراه راجحًا مع عدم تخطئتنا لما نراه مرجوحًا، ما دام صاحبه أهلا للاجتهاد، ولرأيه حظ من النظر والدليل الشرعى المعتبر، فالأقوال الراجحة ليست معصومة، والأقوال المرجوحة ليست مهدرة ولا مهدومة».

إن فهم التجديد وادارته بتلك الصورة التى عبر عنها وزير الأوقاف داخل اصداره الحديث عن التجديد الفقهى وحتميته  يعد طرحا عمليا وحلالا ناجحا للعديد من القضايا داخل مجامعنا الفقهية ومؤسساتنا العلمية.

إن احتياجنا للتجديد المستمر لا يعنى أهدارا للنص أو تنازلا عن واجب، وإنما يعنى فهم الواقع الحقيقى ،من خلال النص القرآنى والسنة النبوية الصحيحة بعيدا عن التأويلات الشخصية أو محاولة توصيف التجديد على انه اهدار للدين.

وكلمة حق : على مؤسساتنا الدينية أن تتبنى تلك الآراء المستنيرة التى تحل معضلة اتهام العلماءمن قبل بعض من اطلقوا على أنفسهم «التنويريين» بانهم  لا يريدون التجديد، فى حين أن أساس ديننا هو التجديد لأنه صالح لكل زمان ومكان وفق آليات ووسائل علمية رصينة، وليس وفق أهواء بعض الأشخاص الذين جعلوا من الحديث فى الدين أمرا مباحا بلا قيد أو آليات صحيحة