اسلمى يا مصر.. إننا الفداء!
من يحبها منا يتمنى لها السلامة فى كل حين، حتى وقت السلم، فما بالنا بوقت تحدق المخاطر فيه بمصرنا الحبيبة من كل حدب وصوب؟! نحن دعاة سلام لكننا لا ندعو إلى السلم عن ضعف، بل على النقيض من ذلك، نحن قادرون على القتال والدفاع عن كل ما من شأنه تكدير الأمن العام أو الأمن القومى المصرى الذى طالما طمأننا الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه خط أحمر لاتهاون فيه ولاتراخى وهو لاينطق إلا صدقًا.
وما يهمنى أن ألفت النظر إليه دوما حقيقة ما يكنه الشعب المصرى لجيشه من إكبار ومحبة واعتزاز اختزلها فى عبارة بليغة استوقفتنى إعجابا من حيث الدلالة والمعنى، نصها: «لا الشعب يومًا خذل الجيش، ولا الجيش يومًا خذل الشعب»؛ فهى _ بحق فى تقديري_تعد شعارًا ينبغى التغنى به وترديده دومًا، تأكيدًا على ما ينطوى عليه جوهرها من معنى عظيم يدل على مدى إيمان الشعب المصرى بجيشه القوى وجنوده البواسل، وثقته فى قدراته الفائقة فهو لشعبه الدرع والسيف.
ومن جهة أخرى يؤمن الجيش المصرى بمساندة ومؤازره الشعب والدولة المصرية ككل له فى كل خطواته، ودومًا على أهبة الاستعداد لتقديم فلذات الأكباد ليصطفوا جنودًا وراء خط النار يحملون أسلحتهم وعدتهم وعتادهم وقبلها أرواحهم فداء لتراب الوطن المقدس، إن هذه العلاقة الهارمونية بين الشعب المصرى وجيشه تستحق الدراسة وجديرة بالاهتمام حقًا؛ فهى مضرب للمثل لما ينبغى أن تتحلى به هذه الصلة من متانة وقوة تجعلها تصمد أمام أصعب التحديات والشدائد والملمات والمخاطر.
ولم يصغ مصطفى صادق الرافعى كلماته الأثيرة من فراغ حين أبدع «أنشودة اسلمى يا مصر» قائلًا:
اسْلَمِى يا مِصْرُ إنِّنَى الفدا
ذِى يَدِى إنْ مَدَّتِ الدّنيا يدا
أبدًا لنْ تَسْتَكِينى أبدا
إنَّنى أَرْجُو مع اليومِ غَدَا
وَمَعى قلبى وعَزْمى للجِهَاد
ولِقَلْبِى أنتِ بعدَ الدِّينِ دِيْن
لكِ يا مِصْرُ السلامة وسَلامًا يا بلادي
إنْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي
واسْلَمِى فى كُلِّ حين
يا لها من دفقات حماسية تلهب الشعور الوطنى وتؤججه برغم فالمصرى ذو عزيمة فطرية للجهاد فى سبيل الوطن فهو مدله بحبه؛ فمن عناصره تتشكل الجبهات القتالية من نسور جيشنا العظيم.. لكن لكوننا دعاة سلام كما أشرت نفضل الحلول التى تعصم الدماء ومركز إليها، وما نمر به هذه الآونة من تحديات وما يبثه فينا الرئيس السيسى بكلماته القوية الحماسية الداعمة للمصريين للحفاظ على مصرنا المحروسة فى معظم مخاطباته لنا جعلنا نستشعر روحًا وطنية تخيم على قلوب المصريين نأمل استمراريتها وتدفقها فالاتحاد قوة والتشرذم ضعف وقد بلغ وعى المصريين بالمعرفة اليقينية بقيمة الوطن بعد كل مررنا به سابقًا بذلت فيها كل المحاولات وحيكت المؤامرات لشق الصف المصرى وتعكير الحالة النفسية وتصدير اليأس والإحباط فى فترة مظلمة داكنة كاد يضيع كل شيء لولا الاصطفاف والتكاتف المنقطع النظير فى ثورة ٣٠ يونيو التى بها حسمت الأمور واسترددنا بلادنا وكرامتنا.
يقينًا قد تعلمنا الدرس وعرفنا كيف السبيل إلى الحفاظ على الوطن بوصفه جزءًا لا يتجزأ من الشرف والعرض، وكل يوم يمر نرى بأم أعيننا ما يصيب البلدان المجاورة من انهيار ساعد عليه وأسهم فيه أبناؤه لغياب الوعى والفرقة وعدم التماسك والتكاتف للقضاء على أطماع تتحقق لقوى خارجية بمجرد سقوط البلدان لتتلقفها كفوف الاستعمار.
فلتسلمى يا مصرنا من كل سوء سنفتديك بدمائنا لتسلمى فى كل حين ..وعود إلى أنشودة الرافعى:
وَيْكَ يا مَنْ رَامَ تَقْييدَ الفَلَكْ
أىُّ نَجْمٍ فى السَّما يَخْضَعُ لَكْ
وطنُ الْحُرِّ سَمًا لا تُمْتَلَك
والفتى الحرُّ بِأُفْقِهِ مَلَكْ
لا عَدَا يا أرضَ مِصْرٍ بِك عَاد
إنَّنا دُونَ حِمَاكِ أجمعين
لكِ يا مصرُ السَّلامة
يا لها من كلمات تمثل دستورًا يسير على هداه كل مصرى حقيقى دمه وروحه مخيطة بتراب هذا الوطن الطاهر.
للعُلا أبناءَ مِصْرٍ للعُلا
وبِمِصْرٍ شَرِّفُوا المستقبلا
وَفِدًا لِمِصْرِنا الدُّنيا
جَانِبى الأَيْسَرُ قَلْبُه الفُؤَاد
وبِلادِى هِىَ لِى قَلْبِى اليَمِين
لكِ يا مصرُ السَّلامة.. واسلمى فى كل حين.. فإننا الفداء! وستظل كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى تذكرنا بنبرته الصادقة المخلصة كيف يكون الحفاظ على الأوطان.
أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون.