الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 18

لغة الجينات 18

أحيانا بتشعر بالإحباط، فى الظاهر بتحس إنك عايش فى عالم سمسم، وفى الباطن بتكون فى أشد الاحتياج لجيناتك الأصلية لتنقذك من صدمة أن عالم سمسم واقع تعيشه بالفعل وليس مجرد خيال.



«القبح» المنتشر حولنا وفينا وجينات الحقد والكراهية فى الظاهر بيسموهم «فهلوة» وشطارة.. وفى الباطن هم مثال حى وحقيقى لعالم سمسم الذى نعيشه.

الرضا والارتياح والسكينة والصفاء والمودة.. جينات أصلية تنقذ من اصطفاه المولى عز وجل ، من الحقد والكراهية.. فى الظاهر تبدو تصرفاته، نوعا من الشهامة والنخوة والرجولة.. وفى الباطن  نجاحه نار تحرق من يشعر  بالدونية  وينظر لنفسه بانحطاط .

«عالم سمسم» الذى زادت فيه مظاهر التدين.. وفى الباطن الجحود والفساد والتسلق والكراهية والحقد هم الأساس.

«الحاقد» يشوه أى نجاح.. يرفضه ويحاربه دون مبرر.. فقط  جيناته الخبيثة بتخلى عنده استعداد يعمل أى حاجة.. فى الظاهر بيكذب الكذبة ويصدقها.. يبحث عن ارتياح وهمى من نوعية أن الناجح والميزات التى لديه ونبوغه وتفوقه  صدفة.. وليس تعبا واجتهادا وصبرا وعملا.. وفى الباطن يعيش تحت ضغط عصبى وتوتر بشع.. يأكله الحقد.. يحكى حكايات من خياله.. يشوه صورة أى شخص.

الموهوب الرائع «حسن عابدين» عانى طويلا من الحقد على نجاحه.. تعرض للإهانة أمام قبر الرسول صلى الله  عليه وسلم.. لكن جيناته الأصلية أنقذته.

«حسن عابدين» فى الظاهر فنان جاءته الشهرة متأخرة.. وفى الباطن  صوفى من طراز فريد.. جينات الرضا والصفاء والسكينة ظلت تلازمه من بداية حياته لنهايتها.

لم يكن تجاوز السابعة عشرة من عمره.. ووقف هادئا وراضيا فى قفص الاتهام منتظرا الحكم عليه بالإعدام لمشاركته فى حرب فلسطين.

فى الظاهر الحكم بالإعدام  صدر لأنه لم يلتزم بالهدنة مع الصهاينة وأصر على مواصلة القتال.. وفى الباطن جينات الصفاء والسكينة جعلته مطمئنا أنه فعل الصواب وأن  الحكم عليه بالإعدام وسام على صدره.

بطل آخر يمتلك جينات أصلية.. وصل فى الوقت المناسب لإنقاذه.. هو البطل أحمد عبدالعزيز.. الذى  أحكم الحصار حول المحكمة، وهدد بنسفها إذا لم يتم إطلاق سراح «حسن عابدين» ورفاقه.. وما هى إلا دقائق حتى عاد الفتى حرا طليقا.

«جينات الرضا والسكينة» نفسها هى التى أنقذت حسن عابدين مرة أخرى.. بعد طرده من أمام قبر الرسول «ص».. فى الظاهر ذهب معتمرا وأثناء وقوفه أمام قبر الرسول بكى بشكل هستيرى وشاهده الحرس وعرفوه فأبعدوه بحجة أنه ممثل  فتأثر بشدة وقرر الاعتزال.. وفى الباطن كانت جيناته تعده للقاء الشيخ الشعراوى... تعده ليعلم  أن ما يفعله ليس حراما وتمنعه من اعتزال الفن..  الشيخ الشعراوى  وقف فاتحا ذراعيه له  قائلا: «حبيبى.. حبيبى»، فلم يصدق الفنان الكبير نفسه وارتمى فى حضن الشيخ، وقال مندهشا: «أنت تعرفنى يا مولانا»، فبادره الشيخ الشعراوى قائلا: «طبعا أعرفك وباتفرج عليك فى التليفزيون»...  «لما أنت والناس الحلوة اللى بتتكلم عن المبادئ يسيبوا الفن أومال الناس تسمع لمين».

«جينات الرضا والصبر» هى من أنقذت حسن عابدين من الانهيار..  فبعد  أن حصل  على دور رئيسى فى مسرحية «عَرُوس رَشِيد» عن قصة «فى سبيل الحرية» التى كتبها الرَّئيس «جمال عبدالناصر».. واستعد «عابدين»  للوقوف بطلا أمام  «سعاد حسنى» و«أحمد مظهر».. أصدر «عبد الناصر» أمرا بإلغاء العرض قبل ثلاثة أيامٍ من الافتتاح.. وكان «عابدين» يردد بعد ذلك مازحا «عبدالناصر أخر شهرتى 20 سنة بِجَرَّة قلم».

«جينات الحقد والظلم والكراهية» طاردت  «حسن عابدين» لفترة طويلة..  فى الظاهر الحاقدون على نجاحه فى حملة إعلانات إحدى شركات المشروبات الغازية هاجموه بقسوة بمزاعم من نوعية الأصول والفن والتاريخ.. وفى الباطن كان نجاحه نارا بتحرق قلوبهم.. بتكشف زيفهم وفشلهم.

«الحقد والكراهية» أصابَوا حسن عابدين  بحالة نفسية سيئة جعلته يرفض عرضا مغريا من إحدى شركات السيارات للقيام بحملة إعلانية مقابل مبلغ كبير من المال.. وأصيب بالاكتئاب نتيجة الهجوم غير المبررعليه.

جينات الحقد والكراهية ممكن تحول الإنسان الضعيف إلى وحش مفترس إذا أتيحت له الفرصة.. فى الظاهر يبدو مستكينا  خانعا مستضعفا.. وفى الباطن ينتظر الفرصة لينقض على أى ناجح ويشوهه.. لن يتراجع عن تلويث سمعته إذا اقتضت الحاجة.

فاحذر من أصحاب جينات الحقد والغل والكراهية  ونكران الجميل وقلة الأصل. ..احذر من كل من لا يحب الخير للآخرين.