أبناؤنا فى المنفى «2-4»
لانزال مع ندوة لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة والتى عقدت تحت عنوان «تأثير الثقافة الرقمية فى المنظومة التربوية وثقافة الطفل المصرى».. والتى القت الضوء على هذا المعلم الجديد والذى جعل الابناء فى منفى حقيقى اصابهم بالتوحد مع هذا العالم الرقمى وبالانفصال عن الواقع والبيئة المحيطة.
وهنا يأتى السؤال عما هى الأنشطة التى يقوم بها الأطفال وهل هى إيجابية فى مجملها أم أنها غير ذلك وهنا تأتى الاحصائيات لتشير الى أن أغلب تلك الأنشطة مرتبطة بالألعاب والتسلية واكتشاف الجديد من الأفكار والمعتقدات والممارسات فعلى سبيل المثال تم الإشارة الى أن 95% من استخدام موقع مثل موقع اليوتيوب يكون بأغراض التسلية فقط بالرغم من احتواء هذا الموقع على قدر كبير من المواد التعليمية والتثقيفية المهمة والسهلة.
الألعاب الالكترونية اصبحت أكثر عنفا واكثر شراسة بل وارتبط بعضها بالحاجة الى دفع مبالغ مالية لاستمرار اللعب الأمر الذى فتح الافاق أمام الأطفال للتفكير فى أساليب الدفع الإلكترونى وسرقة ارقام البطاقات الائتمانية للأهل واحيانا لإناس لا يعرفونهم على شبكة الانترنت فى بلدان العالم المختلفة...لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أحيانا تتم سرقة الانترنت الخاص بالجيران من خلال برامج معينة تتيح لهم اكتشاف كلمات السر لهذه الشبكات واستغلالها...العجيب ان بعض الأهالى يعرفون ذلك وربما يشجعون أبنائهم ويثنون عليهم من منطلق ان التعرف على كلمات السر تلك يعتبر نوعا من التفوق التكنولوجى للأبناء اذ يدل ذلك على اكتسابهم لمهارات فنية متقدمة.
الانفتاح على ثقافات ومجتمعات مختلفة والتعرف على أصدقاء حول العالم له جانب سلبى فليست كل الافكار والمعتقدات إيجابية بل إن هذا الانفتاح سيؤثر بشهدة على اتزان منظومة القيم وترتيب الأولويات لدى الأبناء. من الأمور الخطيرة أيضا هو مدى ارتباط تلك الافعال بأنشطة يعاقب عليها القانون سواء الوانين العادية المستخدمة فى العالم المادى او القوانين الخاصة بتنظيم الفضاء الإلكترونى كقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وقانون حماية البيانات الشخصية.. أبسط تلك الممارسات هو ما يطلق عليه «التنمر الإلكترونى» حيث تتيح برامج وشبكات التواصل الاجتماعى القيام بتلك الأنشطة بأريحية وحرية كبيرة ناهيك عن الأنشطة المرتبط باستغلال الطفال ماديا وجنسيا.
غدا نكمل