الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبناؤنا فى المنفى 3-4

أبناؤنا فى المنفى 3-4

المنفى الجديد للأبناء أو ما يطلق عليه العالم الرقمى أو الشبكى أو اختصارا شبكة الإنترنت هو عالم به القليل من الفوائد والكثير من الأخطار والتى يراها الأطفال أمورا شديدة الجاذبية مقارنة بالأمور المرتبطة بالتعليم و بناء القدرات والمهارات.



توحد الأبناء مع تلك الشبكات وانفصالهم عن الواقع له العديد من التأثيرات أغلبها خطيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ضمور مهارات التعلم والاطلاع والقراءة والتحصيل وهى أمور فى غاية الأهمية فى السنوات الأولى لأى إنسان.

ناهيك طبعا عن أن هذا العالم يصيبهم بالإدمان وهو ما تظهر أعراضه عند حدوث بطء أو انقطاع لخدمة الإنترنت فترى الطفل منزعجا ومتوترا تماما مثلما يتوتر مدمن المخدرات إذا تأخر فى تعاطى جرعة المخدر التى يحتاجها- للأمانة هذا يحدث للكبار أيضا- ولاختبار درجة الإدمان حاول أن تمنع الإنترنت عن طلفك لمدة يوم كامل...ولتشعر بخطورة الأمر حاول أنت شخصيا عزيزى القارئ أن تتوقف عن استخدام الإنترنت لمدة 24 ساعة وهى المدة التى حددها خبراء الإدمان للتعرف على المدمن ففى أبسط التعريفات يتم تعريف الإدمان وهو عدم القدرة على التوقف عن ممارسة فعل أو تعاطى أى شيء لمدة 24 ساعة بداية من الكوكايين وصولا إلى كوب الشاى أو فنجان القهوة.

أما عن إتاحة البيانات الشخصية عبر الشبكات واستغلالها من قبل البعض فإنها أمور غاية فى الخطورة وقد حدد المشرع مجموعة من العقوبات فى القانون الخاص بحماية البيانات الشخصية والذى صدر الشهر الماضى وأعطى تصنيف «بيانات حساسة» لأنواع كثيرة من البيانات منها بيانات الأطفال دون سن الثامنة عشرة عاما.

للدولة جهود فى هذا الإطار تحتاج إلى إلقاء المزيد من الضوء عليها وزيادة فاعليتها منها تشكيل اللجنة الوطنية المعنية بالاستخدام الآمن للإنترنت للأطفال  بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كما أنه يجب زيادة مساحة المحتوى التربوى والإيجابى على شبكة الإنترنت وفى تطبيقاتها المختلفة ويتم من خلالها مخاطبة الأطفال وجذبهم إلى الجانب المشرق فلا يصح ولن يجدى أن يتم مخاطبتهم من خلال القنوات التقليدية فقط أو من خلال الأساليب التى تمت مخاطبتنا بها منذ عشرات السنين.

غدًا نكمل