الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبناؤنا فى المنفى 4-4

أبناؤنا فى المنفى 4-4

توجيه الأبناء للاستفادة القصوى من شبكة الإنترنت وإبعادهم عن الآثار السلبية لها يحتاج إلى تضافر جهود الجميع ولكن بالطبع فإن الجانب الأكبر من الدور يقع على عاتق الأسرة بصورة أساسية فلا يصح أن ينتظر الأهل أن يقوم المجتمع بتربية الأبناء ويقتصر دور الأسرة على الأكل والشرب وتوفير الملبس والتعليم والعلاج فقط بل إنه فى تقديرى فإن اهتمام الأسرة بأنشطة الأبناء على شبكة الإنترنت قد يحتاج إلى أن يأتى فى المقام الأول بعد توفير الاحتياجات الأساسية مباشرة. لا يصح أن يتحجج الأهل بأنهم لا يقدرون على الأبناء أو أنهم قد فشلوا فى إبعادهم عن استخدام تلك الشبكات أولا لأن المنع التام لن يجدى فالممنوع مرغوب ثانيا يجب أن يفكر الأب أو الأم قبل أن يقول إنه قد فشل... ببساطة إن فشل الأهل فمن سينجح؟



الآية القرآنية فى سورة طه توضح «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا»...هذا فى أمر الصلاة فمن باب أولى أن يتم تبنى نفس النهج فى تنظيم علاقاتهم بتلك الشبكة ولكن هذا يحتاج إلى مجموعة من الترتيبات أولها أن يحصل الأهل على حد أدنى من المعرفة بهذه الشبكات وبما يدور عليها كما يجب أن يكون الأهل «قدوة» لأبنائهم فلا يصح أن تنصح ابنك بترك تلك الشبكات وهو يراك ممسكا بهاتفك المحمول 24 ساعة يوميا تماما مثلما لن يجدى أمرك له بالصلاة وأنت لا تمارسها.

يحتاج الأهل إلى عمل استراتيجية وإلى وضع خطة للتعامل مع الأمر وتنظيم تفاعل الأبناء مع شبكة الإنترنت...الخطة تشمل توقيتات معينة ومحددة لاستخدام تلك الشبكة... لا يترك الطفل فى غرفته بمفرده... التواصل معه  ومعرفة ما يقوم به ...الاهتمام بإتاحة وقت للتواصل البشرى الطبيعى Face to Face Communication ربما يمكن تخصيص مكان فى المنزل لا تدخله التكنولوجيا... الاهتمام بالرياضة الذهنية والبدنية وأيضا الانتباه إلى خطورة الألعاب الإلكترونية والتعرف على حيل استغلال الطفل وأيضا معرفة سبل الإبلاغ فى حالة حدوث واقعة أو حادثة يكون الطفل فيها ضحية ومنها الاتصال على الخط الساخن لوزارة الداخلية برقم 108 للإبلاغ عن جرائم المعلومات وشبكات الحاسب الآلى والإنترنت حيث تقوم الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بتلقى تلك البلاغات يوميا من خلال إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكة المعلومات.

وفى النهاية أدعوك عزيزى القارئ لمتابعة فعاليات الندوة على الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للثقافة على الفيسبوك والتى تدق ناقوس الخطر وتضع الأهل أمام مسئوليتهم الأساسية تجاه أبنائهم فى تعاملهم مع هذا العالم الرقمى الجديد.