الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كلب ليلى

كلب ليلى

يقال إن قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى رأى كلب ليلى فتبعهُ لعله يدله على مكانها  فمر أمام مجموعة من المصلين الى أن أوصله الى ليلى.. وعند عودته قال له أحد المصلون: »أتمر أمامنا ونحن نصلى ولم تأت للتأدية الصلاة معنا؟»... فقال لهم: «أو كنتم بين يدى الله ورأيتمونى وأنا كلب ليلى عمانى عنكم ولم أراكم؟...اذهبوا فأعيدوا صلاتكم لو كنتم تحبون الله مثل حبى لليلى لما رأيتمونى».



ويقال ايضا ان عروة بن الزبير بن العوام اصيب بمرض فى ساقه ولم يجد الأطباء بدا من قطعها وعندما صارحوه بذلك خاطبوه قائلين  «ألا نسقيك مُرقداً حتى يذهب عقلك منه فلا تحسُّ بألم النشر؟» فرفض وطلب منهم الانتظار حتى يدخل فى الصلاة ثم يقومون  ببتر ساقه وهو قائم يصلى قائلا «دعونى أصلى فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون»... وما ان قام الى الصلاة واستغرق فيها كدأبه حتى نشر الاطباء ساقه فلم يتألم ولم يختلج ولم يتحرك عضو من أعضائه حيث إن استغراقه في  الصلاة شغله عن آلام البتر..  وبعد أن انتهوا وبعد أن فرغ من صلاته قام  فأمسك بالساق المبتورة وقلبها بين يديه ثم قال: اللهم إنك تعلم أنى لم أمش بها الى سوء أو إلى معصية قط. هكذا يجب ان تكون الصلاة وهكذا يجب أن يكون الخشوع فيها.. ببساطة لأنك تطرق باب ملك الملوك وتكون فى معيته وحضرته.. يكفى أن تقارن بين حالك إن كنت فى حضرة مدير أو مسئول كبير وما تكون عليه من خشوع ووجل وما يكون عليه حالك فى الصلاة؛ لتعرف ولنعرف جميعا كم نحن مقصرون فى جنب الله.

يقول المولى عز وجل فى سورة المؤمنون الآية 1و 2 ... »قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُون الذِينَ هُمْ فِى صَلاتِهِمْ خَاشِعُون»... وعندما ننظر إلى أسباب عدم الخشوع فى الصلاة نجد أن ذلك ناتج عن أمور يقوم بها الشيطان لإبعاد المؤمنين عن الفلاح الذى وعد الله به عباده فى هاتين الآيتين  وصور عدم الخشوع كثيرة منها  الانشغال بالعالم المحيط أو التفكير فى أمور الدنيا أو  التثاؤب أو  طقطقة الاصابع ... الخ.

الشيطان يعمل ليلا ونهارا من اجل ابعادنا عن طريق الله ...هذا أمر معروف لنا جميعا ولكننا ننسى أو  نتناسى هذه الحقيقة ونترك أنفسنا فريسة لوسوسته.. من القصص الدالة ما يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة وسأله: «يا إمام...منذ مدة طويلة دفنت مالاً فى مكان ما ولكنى نسيت هذا المكان  فهل تساعدنى فى حل هذه المشكلة؟»...قال له الإمام: »ليس هذا من عمل الفقيه كيف لي  ان أجد لك حلاً»...... ثم فكر للحظات وقال له: «اذهب فقم الليل مصليا لله حتى يطلع الصبح« .. ترك الرجل الامام وأخذ يصلى وفجأة وبعد وقت قصير  وأثناء الصلاة ربما فى الركعة الثانية تذكر المكان الذى دفن المال فيه فأسرع وذهب إليه وأحضره، ثم عاد إلى منزله واستغرق فى النوم سعيدا حتى الصباح ثم جاء إلى الإمام أبى حنيفة وأخبره أنه قد عثر على المال وشكره ثم سأله: «كيف عرفت أنى سأتذكر مكان المال؟» فقال له الإمام: «لأنى علمت أن الشيطان لن يتركك تصلى ... وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك».

تغريدة: حين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج فورى وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها .