الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوميا ولمدة سنتين

يوميا ولمدة سنتين

اليوم 26 اغسطس 2020 يكون قد مر سنتان بالتمام والكمال على تجربة الكتابة اليومية للمقالات فى جريدة روزاليوسف اليومية ...اتذكر الدعوة الكريمة من الأخ العزيز أحمد باشا وتشجيعه لى لكى أبدأ هذه المغامرة التى كنت أراها غير محسوية بل وخطيرة أيضا... الكتابة عن عصر المعلومات وما يحدث فيه وهوالمجال الذى تخصصت فيه وكنت محظوظا أن أبدا بالعمل من خلال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء...ان تجد نفسك فى احتكاك مباشر بقادة عظام أمثال الدكتور هشام الشريف والدكتور أحمد نظيف والدكتور رأفت رضوان وأن يكون أول مدير لى هو الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق رحمه الله عليه واخرين لواردت ذكر اسمائهم لاحتجت الى صفحات جريدة كاملة.



فترة ثرية من فترات نموقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر...عملنا على إدخال شبكة الإنترنت فى كل مكان. .بدأنا بالوزارات وكل الجهات الحكومية والمحافظات....عمل شاق ومضنى عملت من خلال فريق رائع لتوطين تلك الخدمة فى كل مكان...كلما مررت من أمام مجلس النواب-الشعب سابقا- اتذكر تسلق قبة البرلمان فى الواحدة صباحا لتمديد كوابل الربط مع تلك الشبكة العملاقة ... عاصرنا تطوراتها المختلفة بداية من ان كانت مجرد احرف وارقام باللون الاخضر على شاشات الحواسب السوداء مرورا بمتصفحات الانترنت ومحركات البحث المختلفة...جوفر والتافيستا وياهووصولا الى جوجل...البريد الإلكترونى وبرامجه المختلفة منها ما كان على خوادم اليونكس ثم برنامج ايدورا مرورا بياهووهوت ميل وصولا الى جيميل.

برامج الدردشة من اى ار سى واى سى كيووصولا الى برامج شبكات التواصل الاجتماعى الحالية من فيسبوك وتويتر ....حتى نظم التشغيل بداية من نظم تشغيل الحواسب الكبيرة Mainframe مرورا ببرامج تشغيل ال Vax وال Unix  وال Dos  وصولا الى نوفيل ثم الى الويندوز… منتج شركة مايكروسوفت الاشهر  ومتابعة تطوراتها المختلفة.

امن المعلومات والذى بدأت اخطاره بفيروسات صغيرة محدودة التأثير وصولا الى عمليات اختراق كبيرة وهجمات تعطيل الخدمة DOS Attacks. وما تشمله من برامج حماية وصولا الى اجهزة وسياسات لأمن المعلومات ووجود اطر قياسية عالمية ثم بداية الانتباه لخطورة الأمر فى مصر وتشكيل المجلس الأعلى للأمن السيبرانى واستراتيجية الأمن السيبرانى الصادرة عنه.

أما عن خطوط الربط وسرعاتها والتى بدأت باستخدام خط التليفون العادى للدخول على شبكة الانترنت ثم مبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لزيادة انتشار تلك الخدمة ومنها مبادرتى الانترنت المجانى وحاسب لكل منزل....مرورا بتقنية ال ISDN وخطوط الربط المؤجرة والربط مع شبكة الانترنت من خلال الاقمار الصناعية VSAT وصولا الى الخدمة الاشهر ADSL  الموجودة فى المنازل حاليا.

ثم المشاركة فى العديد من المشروعات المرتبطة بالارتقاء بالخدمات الحكومية وأعداد قواعد البيانات واستخراج المؤشرات وأعداد مراكز لاستطلاع الرأى العام ومنظومة للشكاوى الحكومية الموحدة..

كل هذا وأكثر سمح لى بأن أجد مادة مهولة للكتابة اليومية خاصة مع ما يستجد من أخبار وابتكارات وأحداث مرتبطة بهذا القطاع الكبير...حاولت فيها أن يكون المقال اليومى خفيفا فتلك سمة المقالات اليومية...محاولة إضفاء لمحة من التشويق مع اختصار غير مخل يناسب دورية المقال ويناسب القارئ العادى.

تخلصت قدر الأمكان فى تلك المقالات من روح السخرية والفكاهة التى تسيطر علىَّ طوال الوقت  وذلك لاعتبارات عدة منها ما هو مرتبط بالموضوع محل المقال ومنها ما هومرتبط بالثقافة السائدة والتى تستهين بالدعابة وتقلل من قدر صاحبها وما يطرحه من أفكار.

أما على المستوى الشخصى فإن تلك المقالات بالرغم من أنها تشكل عبئا أحيانا نظرا لدوريتها الا اننى قد استفدت منها كثيرا...بلورة للأفكار وتحسين لأسلوب الكتابة والصياغة كما أنها تعطى الإنسان احساسا بالقيمة فى الحياة...قيمة ان تكتب ما تراه مفيدا وقيمة ان يستفيد منها البعض…

ابتعادى عن شبكات  التواصل الاجتماعى حرمنى من معرفة آراء القراء فيما اكتب  بصورة سريعة...ربما تكون تلك احد مميزات تلك الشبكات الا اننى احصل على بعض الآراء بصورة منفردة من بعض الاصدقاء المقربين.

هذا ليس استئذاناً بالانصراف فلقد فعلها هيكل من قبل ثم عاد مرة اخرى فالكتابة فعل بديع ادعوالجميع الى ممارسته بغض النظر عن النشر من عدمه فربما تقع تلك الأوراق يوما ما فى يد من يستفيد منها ويترحم علينا.

اكرر شكرى وامتنانى لإتاحة تلك الفرصة الرائعة والى الغد ان شاء الله.

تغريدة: إنَّنى لا أتمنى أن أصل إلى سن المائة كما يتمنى غيري، وإنما أتمنى أن تنتهى حياتى عندما تنتهى قدرتى على الكتابة والقراءة- عباس محمود العقاد.