الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصيد الثمين فى شباك الأمن الوطنى

الصيد الثمين فى شباك الأمن الوطنى

الضربة التى وجهتها وزارة الداخلية لجماعة الإخوان الإرهابية، بضبط محمود عزت القائم بأعمال « المرشد «، تدخل ضمن قائمة الضربات الاستراتيجية، ذات التداعيات والتأثيرات المتعددة والمتنوعة، والتى سيكون لها نتائج مستقبلية مثيرة على التنظيم بمختلف مستوياته الداخلية والدولية.



الصيد الثمين الذى أوقعته شباك الأمن الوطنى، إلى جانب مهام القائم بأعمال المرشد، هو مؤسس الجناح المسلح للجماعة، وهو مسئول التنظيم الدولى، والمشرف على العمليات الإرهابية، التى نفذتها أذرع الجماعة، وقبل كل ذلك، هو العقل المفكر منذ فترة طويلة  بين قادة الجماعة، وصاحب كلمة عليا فى القرار منذ ما قبل ثورة الثلاثين من يونيو. 

محمود عزت جملة كبيرة من المعلومات أولها معروف وآخرها غير محدد حتى الآن، بالقطع كانت عملية تأمينه، داخل الجماعة الإرهابية، تتم على أعلى مستوى، وضبطه يعنى صدمة عنيفة شخصية له، وصدمة لأجهزة أمن التنظيم، سيتداعى عنها حالة ارتباك، وتصادمات داخلية غير محدودة.

من الصعب للغاية تصور سيناريوهات التغيير بين صفوف الإرهابيين، صحيح أن تلك التنظيمات ترتب بدائل لمواجهة أى متغيرات، لكن تنوع وتعدد مسئوليات القيادى الإرهابى، وتأثير شخصيته على التنظيم، سيكون لها تأثيرات سلبية عديدة على الجماعة، وعلى قدراتها، وعلى أداء أذرعها المختلفة.

الحاصل أن القبض على مسئول التنظيم الدولى، والمضبوطات التى تم العثور عليها، داخل وكر الاختباء، ستزيح الستار عن العديد والعديد من المعلومات، وتكشف العديد والعديد من مخططات التنظيم العدائية التخريبية، خصوصا أنه متهم بالإشراف على العديد من العمليات الإرهابية التى شهدتها البلاد بعد ثورة 30 يونيو، ومتهم ومحكوم عليه فى قضايا عدة، سيعاد التحقيقات معه فيها بعد القبض عليه .

و الشاهد أن القبض على عزت، يعنى تأثيرا مباشرا على التنظيم الدولى، الذى اضطلع بعد إسقاط حكم المرشد فى مصر، بمهام جديدة بعد تعديل استراتيجيته وأساليبه، ومن المؤكد أن هذه المهام والرؤى والمخططات التى يعمل التنظيم فيها سترتبك، وسيعاد النظر فى العديد من جوانبها، لتلافى نتائج القبض على المسئول الأول بالتنظيم الدولى، فضلا عن ممكنات متوقعة بتأثر نفوذ الجناح المصرى الإرهابى داخل قيادة التنظيم، للفشل فى توفير البيئة الملائمة لتأمين زعيم التنظيم.

العملية المفاجئة وضبط المتهم مختبأ داخل وكر فى  أطراف العاصمة، كشفت عن دهاء وخبث الجماعة الإرهابية، التى أشاعت فى كل مكان أنه هارب خارج البلاد، ويدير شئون الجماعة من الخارج، واصطنعت أدلة وشواهد على عدم وجوده داخل مصر، وكلها ضمن خطة كثيفة السواتر والدفاعات لأهمية الرجل الأول فى التنظيم، وكشف الأمن للخطة وتعرية الجماعة من كل سواترها، تعنى نجاحا مبهرا، وخطط ومعلومات، عن العديد والعديد من خفايا التنظيم السرى للجماعة الإرهابية، فى مختلف تنوعاته المسلحة والسياسية والإعلامية والمعلوماتية وخلافه .

نحن أمام صيد ثمين، وضربة قوية لواحد من أقوى وأخطر التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم، وعملية ناجحة للأمن المصرى تدفع للمزيد من الثقة فى أدائه، وتعزز مكانة ومعانى الثقة أن الإرهاب لا مستقبل له، والدولة المصرية ستنجح فى محاصرته وتضييق الخناق عليه، وإفشال مخططاته.