ماذا يريد غراب الإخوان من صلاح دياب

لا أتابع إعلام جماعة الشر الإرهابية بانتظام، لكن الصدفة أحيانا تسوقك إلى حيث لا ترغب، فوجدتنى أمام فيديو للإرهابى المدعو محمد ناصر على شاشة من شاشات العملاء، يتحدث «محموقا» عن قضية صلاح دياب، وما لفت نظرى الحقيقة، مضمون خطاب غريب لم أعهده من قبل، هو فى الحقيقة سمك لبن تمر هندى، ولا تفهم ماذا يريد بالضبط، سوى أنه يريد سب مصر والهجوم عليها والتحريض ضدها.

لم أفهم ما قاله هذا المدعو وهو يحذر من أن القبض على صلاح دياب سيؤدى إلى تطفيش الاستثمار الدولى والمستثمرين الأجانب، باعتبار – والعهدة على هذا المدعو– أن دياب يستحوذ على 70% من التوكيلات الأمريكية فى مصر، وأنه – دياب – جزء من شبكة رجال الأعمال عابرى القارات متعددى الجنسيات.

لم أفهم هل يقصد غراب الإخوان تخويف الدولة المصرية؟ وينصحها بالإفراج عن صلاح دياب، أم يقصد تحريض الاستثمار الدولى والمستثمرين الأجانب للابتعاد عن مصر، أم إنه يقصد أن جذب الاستثمارات الأجنبية يستوجب التستر على الفساد و«الطرمخة» عليه، وهو بذلك ينتقد إجراءات مواجهة الفساد وينتقد إقدام السلطات المصرية على تطبيق القانون فى مواجهة الفساد.

الحقيقة أننى لم أفهم أيضا، هل يتهم غراب الإخوان صلاح دياب بأنه مندوب وممثل الاستثمار الدولى فى مصر، ولذلك يحذر من أن القبض عليه سيؤدى إلى هروب المستثمرين الأجانب وسيمنع الاستثمار الدولى من ممارسة نشاطه فى مصر بسبب القبض على «مندوبهم»، أم أنه يقصد تحريض العالم ضد مصر، بعد أن فشل هو وزملاؤه من أتباع الإرهاب الدولى فى تحريض الشعب المصرى ضد وطنه، وعجز عن تحقيق أى هدف من أهدافه، سوى فقط قلة الأدب والسفالة المعتادة فى ألفاظه وخطابه التحريضى.

لم أفهم لو كان الإخوان فى الحكم – الحمد لله أنهم ليسوا كذلك – واتخذ أى مسئول قرارا مشابها – ولا اعتقد ذلك – هل كان سيكرر نفس الموقف؟ أم أنه باعتباره واحدا من أذناب الجماعة الإرهابية سيغض الطرف، بل وينبرى مدافعا عن القرار؟ أم كان سيتهم الإخوان بأنهم يحاربون الاستثمار الدولى والمستثمرين الأجانب، ويحرمون مصر من خيرات  كثيرة تنتظرهم لولم يتم القبض على صلاح دياب؟

لم أفهم من يهاجم غراب الإخوان؟ هل هو يهاجم مصر لأنها تتستر على الفساد والمفسدين كما يقول؟ أم يهاجمها لأنها تحارب الفساد وتقبض على المتهمين بالفساد؟

وهل هو يهاجم الدولة المصرية لأنها لا تطبق القانون؟ أم أنه يهاجمها لأنها تلتزم القانون ولا تضع فى الاعتبار مكانة المتهم فى المجتمع قدر ما تضع فى الاعتبار البحث عن حقوق الوطن.

لم يحدد لنا غراب الإخوان لماذا كل تلك الحملة وهو يصف صلاح دياب بأنه صهيونى وعميل، ثم يعود ليتهم مصر بأنها تتهمه بالفساد لأنه سياسى معارض، ولا أعرف هل كون الغراب يكره دياب لأنه صهيونى تعطيه الحق فى اعتباره مظلوما لاتهامه فى قضية فساد على غير الحقيقة وأن الغرض الأساسى من الاتهام هو السياسة .

غراب الإخوان مرتبك جدا، وفاقد للبوصلة، لأنه لا يهتم سوى بالبحث عن الهجوم على الدولة المصرية، والتقاط أى أحداث وتلوينها لغويًا من أجل توظيفها فى هجومه،

والحقيقة أنه فاشل وعاجز بعد أن تحول إلى بلياتشو فى سيرك لا يُشق له غبار.

الاستثمار الأجنبى يحترم ويتجه إلى الدول التى تحترم القانون وتحارب الفساد، أما تحذيراتك يا غراب فهى تصلح للنصابين والأفاقين أمثالك.