الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خلف خلاف

خلف خلاف

فى عام 2006 صدر كتاب بعنوان «السر The Secret» للكاتبة روندا بايرن والذى يعتبر من أكثر كتب التنمية الذاتية شهرة وإثارة للجدل... يعتمد الكتاب ببساطة على ما اسماه «قانون الجذب Law Of Attraction»... حيث تؤمن الكاتبة بأن هذا القانون هو الحاكم للكون بصورة كبيرة... يكفى أن تفكر بصورة ايجابية فى أمر ما... لحظات وستجد أن حالتك النفسية تتغير وتتحسن.... بعد فترة قصيرة سيحدث هذا الشىء الذى كنت تفكر فيه... فكر فى ترقية أو مال أو أى نجاح فى أى مجال ترغب فيه وسيتغير العالم كله ليحقق لك ما تتمناه... على المقابل إذا فكرت فى أمر سلبى فسيحدث أيضا...فكر عند خروجك من المنزل فى طريقك إلى العمل... استحضارك لمشكلات مثل ازدحام الطريق أو عطل سيحدث لسيارتك أو احتمالية عدم عثورك على مكان لركن السيارة بالقرب من العمل وسيحدث ذلك تماما مثلما فكرت فيه.



يكفى أن تغمض عينيك و تفكر فى سيارة جديدة أو عقد عمل براتب كبير... تحسس السيارة وتخيل أنك تمسك بمقودها وتتعرف على مكوناتها... فكر فى شكل عقد العمل الجديد والراتب المقترح... تخيل نفسك ممسكا بقلمك لتوقع هذا العقد ثم انتظر ليتحقق حلمك.

شهرة الكتاب جعلته يبيع أكثر من 30 مليون نسخة مطبوعة ويترجم إلى نحو 50 لغة هذا بالرغم من أن فكرة الكتاب ليست جديدة ولم يأت بأى اكتشاف لأسرار جديدة فى الكون لا نعلمها ففى عام 1937 صدر كتاب مشابه بعنوان «فكر وأصبح غنيا Think and Grow Rich» للكاتب بن هولدن والذى يشير فى الكتاب إلى أسلوب التخيل والتفكير الإيجابى كوسيلة للوصول إلى النجاح والغنى.

ومع وجود عدد كبير من المؤمنين بفكرة الكتاب وبقانون الجذب المشار إليه نجد مجموعة لابأس بها تؤمن بأن الأمور تسير دائما «خلف خلاف»... يستشهدون دائما بالمثال الشهير لعلبة الدواء... ان أردت أن تفتح علبة الدواء لتتناول قرصا منها فانك دائما ما تقوم بفتح العلبة من الناحية الموجود بها ورقة التعليمات «النشرة»....وإن أردت أن تقرأ تلك النشرة فإنك دائما ما تقوم بفتح العلبة من الاتجاه الآخر لتجد الدواء أمامك ويتعين عليك فتح الجهة المقابلة للحصول على ما تريد.

حقيقة الأمر إنه لا هذا ولا ذاك....» تفاءلوا بالخير تجدوه» مقولة صحيحة - بالمناسبة هذا ليس حديثا شريفا مثلما يعتقد البعض- فسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يحب الفأل «الكلمة الطيبة» وينهى عن الطيرة... وعليه فإن التفاؤل أمر محمود والتشاؤم أمر منهى عنه فكل ما يحدث للمؤمن هو خير حتى وأن ظن غير ذلك ولنا فى تجربة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام المثل والعبرة وهذا هو ما يجب أن نوقن به ونتوقعه دائما من رب العالمين.