الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل رأيت الله ؟ 2-1

هل رأيت الله ؟ 2-1

طلب كليم الله موسى عندما أتى إلى ميقات ربه وحصل له التكليم من الله أن يسمح له بأن يراه... جاء رد المولى عز وجل فى الآية 143 من سورة الأعراف أنه لن يستطيع أن يراه فالطبيعة البشرية غير قادرة على احتمال هذا الموقف... طالبه المولى عز وجل بأن ينظر إلى الجبل فإن استقر الجبل مكانه فسوف يراه... ما حدث نتيجة التجلى أن جعل الجبل دكا وخر سيدنا موسى مغشيا عليه صعقا جراء هذا المشهد المهيب كما تحدثنا الآية الكريمة «وَلَمَّا جَاءَ موسى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْكَ، قَالَ لَنْ تَرَانِى ولكن انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى، فَلَمَّا تجلى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسى صَعِقًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ».



أما فى رحلة الإسراء والمعراج فإن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رأى جبريل ولم ير الله فالثابت فى حديث أبوذر فى صحيح مسلم أنه سأل النبى ﷺ: هل رأيت ربك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: رأيت نورًا «.... وسئلت السيدة عائشة عن ذلك، فأفادت أنه لم ير ربه، وتلت قوله تعالى: «لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ» (الأنعام: 103) يعنى: فى الدنيا.

أما قوم سيدنا موسى-بنى إسرائيل- فلقد ساوموه على الإيمان شريطة ان يروا الله جهرة... جاء ذلك فى الآية 55 من سورة البقرة «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا موسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ».

سئل أعرابى فى البادية بِمَ عرفتَ ربك؟ فقال: «البَعرةُ تدل على البعير والأثَر يدل على المسير، ليل داجٍ، ونهار ساجٍ، وسماء ذات أبراج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟».

للكاتب الكبير الأستاذ توفيق الحكيم مجموعة قصص فلسفية بعنوان «أرنى الله» أول قصة فيها بنفس الاسم وتحكى عن طفل سأل أباه أن يريه الله... لم يدر الأب ماذا يفعل... خرج إلى المدينة فوجد أهلها مشغولون بدنياهم... ذهب إلى رجال الدين فجادلوه بنصوص محفوظة... دله احدهم على رجل ناسك عابد لا يسأل الله شيئا الا إجابه... ذهب إليه وطلب منه أن يرى الله... رد عليه بأن الله لا يرى بحواسنا المحدودة... ولكنه سيراه إذا تكشف لروحه.

وعندما سأله كيف يتكشف لروحى أجابه أن هذا يحدث إذا ظفر بمحبته فطلب من الرجل أن يدعو الله أن يرزقه شيئا من محبته... أجابه الرجل أن هذا شيئا كثيرا وعليه أن يتواضع فى طلبه وأن ما يطلبه ينم عن طمع بين... استمر فى تخفيض المقدار من ربع درهم إلى مثقال ذرة حتى وصل إلى نصف مثقال ذرة... هنالك دعا الرجل ربه أن يرزق الأب نصف مثقال ذرة من حبه... تركه الأب وانصرف ولكنه لم يعد إلى بيته أبدا... أصيب أهل بيته بالقلق وبحثوا عنه... ذهبوا إلى الناسك فقص عليهم ما حدث ثم قام معهم للبحث عنه... صادفوا مجموعة من الرعاة قالوا لهم بأن الرجل قد جن... ذهبوا بهم إلى حيث يجلس شاخصا ببصره إلى السماء... سلموا عليه فلم يرد السلام...

غدا نكمل.