الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 21

لغة الجينات 21

2020 هو عام الكشف ..فجأة سقطت أقنعة الجميع ممن ظلوا فى الظاهر  يمارسون علينا أدوار الحملان فى رواية الصراع بين الخير والشر، انكشفت الوجوه الحقيقية لشعوب ودول وأنظمة  وناس  ظلوا عمرا مستورين.



2020 فى الظاهر سنة عادية جدا حتى لو فيها مشاكل وأزمات وأمراض، .. ورعب من فيروس لا تراه العين، وفى الباطن هى سنة الكشف، سنة الحقائق المجردة.. كشف لن ينجو منه سوى صاحب  الجينات الأصلية ... والتى وقفت حائط صد بينه وبين كل شهواته سواء للسلطة أو النفوذ أو الفلوس أو حتى الرغبة فى إثبات القوة .

«الكشف» فى 2020  سيغير  مجرى الحياة ..فى الظاهر.. انكشاف مساوئ أصحاب الجينات الخبيثة  وإشهارها والإعلان عنها أمام الناس، فضح  طبيعة البشر «التلصصية»، وفى الباطن.. إعادة حقوق أصحاب الجينات الأصلية  ونصرة قوية لمظلومين ظلوا سنوات وسنوات يعانون  بصمت وكتمان وباتوا فى طى النسيان .

«الكشف» فى 2020  فى الظاهر سقوط للأقنعة.. كشف للمستور سنين وسنين.. ومحطات وفواصل للمراحل الانتقالية.. مكرمة من الله حتى لا نهدر المزيد من سنينا.

«الكشف» فى 2020  سيطال الجميع.. حتى الحكايات المدفونة فى سابع أرض.. 

من 50 سنة وأكثر كان عندنا راقصة جميلة اسمها «كيتى» مشهورة أكثر باسم عفريتة إسماعيل ياسين.. وأنها يهودية.. فى الظاهر ضحكتها وخفة دمها وجسدها النحيل وجمالها المزيج ما بين الأوروبى والمصرى صنع منها أسطورة رقيقة.. فراشة حقيقية أحبها الجميع.. وفى الباطن خرجت من مصر فجأة وبشكل غامض مثير. 

فى الظاهر هربت قبل ما يتقبض عليها فى قضية تجسس لصالح الموساد، بعد أن علمت بالقبض على الفنان السورى إلياس مؤدب، الذى تم التحقيق معه فى قضية اتهمته بالانتماء لشبكة تجسس ضد مصر، وتم إخلاء سبيله، بعد التحقيقات  فترك القاهرة عائداً إلى سوريا بلده الأصلى.

 «كيتى» الشائعات وقتها  قالت إن علاقة عاطفية  ربطتها بأشهر أبطال مصر «رفعت الجمال» الشهير بـ«رأفت الهجان»، وأنها  كانت أول حب فى حياة الرجل الذى هز العالم باختراقه لجهاز الموساد الإسرائيلى.. هذه الرواية اعتمدت على مذكرات البطل  الراحل نفسه، والتى كتب فيها أن أول حب فى حياته كان لفتاة وصفها بأنها راقصة شابة، مراهقة وطائشة، وتكبره بعام واحد، اسمها «بيتى» وأنه عاش معها فى منزلها بعد أن طرده أخوته.

نهاية «كيتى» نفسها غامضة غموض حياتها.. اختلفت عليها الروايات أيضاً، فى الظاهر كثير من الناس اكتفى بحكاية الجاسوسية والهروب.. وأنها عاشت فى اليونان بلدها الأصلى حتى توفيت فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى بمرض السرطان.. وفى الباطن قالوا إن الهجرة كانت بسبب قرار وزير القوى العاملة حينها بطرد الراقصات الأجنبيات وإفساح المجال أمام  الراقصات المصريات للعمل.

بعد 50 سنة وأكثر.. وفى 2020  انكشفت الحكاية والحقيقة.. «كيتى» لا تزال على قيد الحياة.. اقترب عمرها من الـ90.. صحتها جيدة وزارت مصر من 20 سنة يعنى عام 2000 تقريبا.

«الكشف» المهم وصل إليه كل من محمد الشماع وعبد المجيد عبد العزيز من موقع عرب لايت خلال رحلة بحثهما  البديعة والتحقيق المثير عن عفريتة السينما المصرية الراقصة كيتى.

«كيتى» تم تكريمها فى يناير 2020 من قبل إحدى الجهات التى تكرم الممثلين اليونانيين.. ولم يكن لها أى علاقة بأى شبكة تجسس.. ولا علاقة برأفت الهجان.. فحسابات السنين والتدقيق يقول إن الفترة التى كتب عنها الهجان لا تتناسب مع تاريخ ميلاد  «كيتى»  والتى ولدت فى الإسكندرية.. فوقتها لم تكن تجاوزت الـ 15 سنة وكانت تقيم مع أسرتها فى شارع عماد الدين. 

«الكشف» أيضا ينفى  ارتباط اسمها باسم الفنان إلياس مؤدب والذى تم اتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل فلم يثبت ضده شىء وأخلى الأمن سبيله ورحل إلى موطنه الأصلى فى الشام وتوفى عام 1952، وهى رحلت عن مصر عام 1965 أى أنها رحلت بعد نحو 15 عاماً من أزمة إلياس مؤدب..

ألم أقل لكم إن 2020 هو عام «الكشف».. هو عام سقوط  الأقنعة وانكشاف أصحاب الجينات الخبيثة وأمراضهم النفسية، ومصاصى الطاقات الإيجابية والملوثين والشديدى الخبث والمكر والمليئين بالأمراض النفسية. 

عام كشف زيف وجوه ملوّنة كالحرباء، فى الظاهر جميلة وفى الباطن  خادعة ماكرة تخفى عقول وقلوب مشوّهة تدعى الطهر والفضيلة، ويظهر قبح منظرها بمجرد أن يتساقط عليها قليل من قطرات المطر.

ألم أقل لكم إن 2020 هى مطبات ومحطات وفواصل للمراحل الانتقالية.. التغيير قادم. 

لا محالة  لأن الأقنعة مهما طال بقاؤها فهى ساقطة، فالتغيير سنة من سنن الحياة ودورة من دورات التاريخ.. ألم أقل لكم إنها مكرمة من الله حتى لا نهدر المزيد من سنينا.