هل رأيت الله ؟ 2-2

نكمل مع الرجل الذى رزق نصف مثقال ذرة من حب الله...ذهب إليه أهله فوجدوه ذاهلًا عن من حوله...تحدثوا إليه فلم يجبهم...حدثه ابنه الذى طلب منه أن يرى الله فلم يرد عليه...أخذ الطفل يصيح قائلًا: «الذنب ذنبي...أنا الذى طلبت منه أن يرينى الله»....التفت الناسك اليهم قائلًا كأنما يحدث نفسه «أرأيت؟... أن نصف مثقال ذرة من حبة ومن نوره تكفى لتحطيم تركيبنا الأدمى واتلاف جهازنا العقلي». انتهت القصة.

ولكن هل هذا يعنى أن رؤية الله مستحيلة؟ الإجابة ببساطة لا... نحن نرى الله فى كل وقت وفى كل حين... فى كل لحظة ستر ورحمة وجبر وتوفيق ومغفرة ويقين.

كم مرة حدث لك عزيزى القارئ مواقف فى حياتك رأيت فيها يد الله ترعاك وتنجيك؟...كم مرة تعجبت فيها من الظروف والملابسات التى أنجتك من الوقوع فى مصائب ومشكلات...كم مرة وجدت الأمور تترتب لتنجيك من مشكلة أوتقدم لك نعمة لم تكن تخطر على بالك...كم مرة حدث لك مشكلة انفعلت بسببها وتأثرت وبت الليالى تبكى ثم بعد مرور الأيام أوالسنين اكتشفت ان ما حدث كان هوالأفضل والأحسن والأنسب لك وأن هذا التدبير الإلهى هوالأفضل ولا يمكن مقارنته بما كنت ترغب فيه وتريده.

كم مرة رأيت تجلى الله عليه باسمائه الحسنى... كم مرة رأيت جبره ورحمته وسترته وقبوله للتوبة... كم مرة رأيت حلمه وكرمه وقدرته... كم مرة رأيت كيف هى عزته لأهل طاعته وذله لأهل معصيته...كم مرة رأيت صبره وعفوه ورأفته... كم مرة رأيت حكمته وعدله وغفرانه... متى أيقنت أن لا شيء يجرى فى الكون بعشوائية كما يدعى البعض ويعتقد؟.

أما عن رؤية وجهه الكريم, فإنها هى أكبر نعمة ينعم بها على عباده الصالحين المكرمين فى جناته... ففى صحيح  مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضى الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهى الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).

تغريدة: اللهم اجعلنا ممن يكرم برؤية وجهك الكريم