الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراسة أمريكية تكشف الوجوه الكاذبة لقطر

قناة الجزيرة الإنجليزية تدافع عن المثليين.. والعربية تطالب بقتلهم! 

عندما بدأ «الربيع العربي» فى عام 2011، أصبحت الجزيرة - باعتبارها لسان حال الحكومة القطرية، قناة أساسية لرسائل الإخوان المسلمين فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين راسخ:  لقد استضافت البلاد منذ فترة طويلة الزعيم الروحى للإخوان  يوسف القرضاوى؛ دعم زعيم الإخوانى محمد مرسى خلال رئاسته القصيرة لمصر؛ كما تمول قطر فرع الإخوان المسلمين فى غزة، جماعة حماس الإرهابية؛ واستضافت الكثير من قياداتها العليا فى الدوحة. فى عام 2013 كشف تقرير جلف نيوز عن استقالة 22  من مكتب مباشر مصر التابع للجزيرة بسبب «تحيز» الإدارة للإخوان. 



 

  كما تقول الباحثة بسامانثا روز ماندليس، فى إطار هذا التحيز الإخوانى نشرت الجزيرة دعاية معادية للسامية ومعادية للغرب فى جميع أنحاء العالم. وكتب فؤاد عجمى من معهد هوفر فى عام 2001 أن ميلها المعادى لليهود والمعادى للولايات المتحدة أصبح أكثر وضوحًا فى برامج الجزيرة العربية. وهو ما تفعله قناة الجزيرة الإنجليزية التى تأسست فى عام2006، ولكن يتم اختيار الخطاب بعناية تتناغم مع نشاطها التدريجى فى الغرب.

 عززت مجموعة الجزيرة مزيدًا من الجماهير ذات الميول اليسارية فى الغرب من خلال AJ + وهى منصة إخبارية على الإنترنت تضم «مقاطع» سريعة وسهلة المشاركة ومقاطع فيديو استقصائية أطول. يبث باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية، ويتكامل بشكل وثيق مع منصات التواصل الاجتماعى.

 تبين منصات الجزيرة الكثيرة القدرة على التكيف، حيث تقوم الشبكة بنقل رسائلها لتناسب الجماهير الفريدة لمختلف فروعها. بالنسبة للعالم العربى والإسلامى، حيث تكون نظريات المؤامرة المعادية لليهود والمعادية للولايات المتحدة شائعة وغالبًا ما تكون جزءًا من الخطاب العادى، تغرق الجزيرة فى اتهامات الإسلاميين بالسيطرة اليهودية والخضوع الأمريكى للصهاينة، وتوقعات غزو الإسلام للولايات المتحدة. بالنسبة للغرب، حيث تكون الاستشهادات الجدية لبروتوكولات حكماء صهيون أقل قبولا، تستبدل الجزيرة الإنجليزية أشكال السيطرة اليهودية بنماذج النفوذ الصهيونى. وتهاجم المجتمع الأمريكى تحت ستار مناهضة العنصرية ومساندة السكان المضطهدين. 

على مدى العقدين الماضيين، تضاعف حجم شبكة الجزيرة وتأثيرها ومعها قدرة قطر على التأثير على الرأى العام، فلها أكثر من 65 مكتبًا فى جميع أنحاء العالم، وتبث بلغات متعددة. إن الخطاب الأكثر جاذبية للجزيرة حول اليهود والولايات المتحدة محجوز لمحتواه باللغة العربية. من البرامج القديمة فى قناة الجزيرة المعادية للسامية والمعادية لأمريكا، برنامج حوارى للزعيم الروحى للإخوان المسلمين يوسف القرضاوى باسم «الشريعة والحياة» استمر لأكثر من 15 عامًا، والذى كان، كما لاحظت مقالة فى واشنطن بوست، «يدعم حماس والإخوان المسلمين». فى احدى الحلقات يونيو 2004 قال القرضاوي»لا يوجد حوار بيننا [مسلمين ويهود] إلا بالسيف والبندقية». وفى حلقة فى عام 2005، ادعى أن «القوة اليهودية» تسعى للسيطرة على العالم. 

 وفى برنامج «بلا حدود» عام 2003 قال المذيع أحمد منصور وضيفه: إن إسرائيل تورطت فى هجمات 11 سبتمبر! كما انها تسيطر على الحكومة الأمريكية، وهناك تواطؤ امريكى على «الإرهاب» الإسرائيلي.  وذلك بدون أى دليل حقيقي. 

 فى عام 2008، خططت الشبكة وبثت احتفالاً فخمًا بمناسبة عودة سمير القنطار، وهو إرهابى من جبهة التحرير الفلسطينية، قام باختطاف وقتل شاب إسرائيلى يهودى وأبنته البالغة من العمر أربع سنوات. أفرجت عنها إسرائيل فيما بعد فى تبادل للأسرى. ووصفه مدير مكتب الجزيرة فى بيروت بأنه «بطل عربى».  لكن بعد إدانة واسعة النطاق، اضطرت الجزيرة إلى الاعتذار.  

 فى عام 2006 عرضت إذاعة الجزيرة الأخرى مقابلات عديدة مع رجال دين إسلاميين بارزين من جميع أنحاء العالم العربى والإسلامى، والذين يحرضون على العنف ضد اليهود والأمريكيين. تم بث مقابلة مع رجل الدين الشيعى العراقى آية الله أحمد البغدادى فى قطر، والتى أصر البغدادى فيها على أننا «سوف نقهر العالم، حتى يشهد أن لا إله إلا الله، ومحمد هو النبى الله، سوف ننتصر على قبب موسكو وواشنطن وباريس... سنقضى على أمريكا». 

دعم المثليين بالإنجليزية

حتى قبل جدل اللوبى، واجهت فروع الجزيرة الإنجليزية اتهامات بمعاداة السامية ومعاداة أمريكا. فى الواقع، كانت الاتهامات الموجهة إلى فرع الجزيرة الإنجليزية بالولايات المتحدة الأمريكية، الجزيرة الأمريكية، شديدة. فى عام 2015، رفع موظف سابق فى الجزيرة الأمريكية دعوى قضائية ضد الفرع ونائبه الأول لرئيس قسم «عمليات وتكنولوجيا البث»، عثمان محمود، اتهمهم فيه بـ «سلسلة من السلوكيات الجنسية والمعادية للسامية و«المعادية للأمريكان...». هذا من بين شكاوى أخرى، تقول ان عثمان محمود قال : «كل من يدعم إسرائيل يجب أن يموت موتًا حارقًا فى الجحيم.» 

 وتشير الباحثة فى منتدى الشرق الأوسط بواشنطن،إلى أن  AJ + على الإنترنت ينتج محتوى باللغة الإنجليزية والعربية والإسبانية والفرنسية مباشرةً لمنصات التواصل الاجتماعى، بما فى ذلك Facebook وTwitter وYouTube و Instagram وMedium.  وتستهدف الشباب الأميركيين من ذوى الميول اليسارية من خلال التركيز على مجالات اهتمامهم، مثل «النظام الأبوى»، حقوق المثليين، حياة الأمريكيين الأصليين. 

على الرغم من أن التشجيع على الزواج من نفس الجنس، ليست جزءًا من الخطاب القطرى التقليدى، بل إنه يبدو على خلاف حاد مع الإيديولوجية الإسلاموية، لكن الجزيرة  AJ + تتناول مثل هذه القضايا بشكل إيجابى تحت ستار حقوق الأقليات، فى حين ان خطاب الجزيرة العربية الدينى يدعو الى قتل المثليين. أحد مقاطع فيديو AJ +، التى تمت تغريدها ببراعة بواسطة حساب الفرع باللغة الإنجليزية، يعرض الناشطة الإسلامية المعروفة ليندا صرصور التى استهزأت بالحكومة الأمريكية بسبب «فهى تستهدف  الأقليات الدينية والعرقية.»  «فى أمريكا يوجد أكبر عدد سجناء فى العالم». «لدينا 90 قطعة سلاح لكل 100 شخص .. الأمريكيون يستهلكون 80 ٪ من مسكنات الألم فى العالم. أعنى، العنصرية فى هذا البلد هى الأكثر ألما».  

  باعتبارها لسان حال المثل العليا الإسلاموية القطرية، تكمن قوة الجزيرة فى القدرة على التكيف مع الإثارة. يعرض كل فرع مقاربة فريدة لتشويه الأخبار ونشر الدعاية وتعزيز الشعور المعادى للسامية والمعادى للولايات المتحدة. بينما تدعم الجزيرة العربية اليمين الإسلامى المتشدد فى العالم الإسلامى، تشجع الجزيرة الإنجليزية المشاهدين من يسار الوسط فى الغرب على تبنى أفكار معادية للسامية ومعادية للولايات المتحدة، بينما تركز AJ + بشدة على إعطاء زخم لوجهات النظر المتطرفة فيما يتعلق باليهود وأميركا ضمن الحركة اليسارية المتنامية ذات النفوذ فى الولايات المتحدة. تعمل قطر على ترويج معاداة السامية والكراهية لأمريكا عبر النطاق السياسى.

 بعد مرور 22 عامًا على إنشائها، اخترقت الجزيرة أسواق وسائل الإعلام والمعلومات عبر الإنترنت فى جميع أنحاء العالم. من خلال المكاتب فى جميع أنحاء العالم، أصبحت عمليات البث بلغات متعددة، ومواقع التواصل الاجتماعى المتعددة المصانة جيدًا والمتبعة على نطاق واسع، والمسلسلات الاستقصائية للأفلام الوثائقية وحتى المدونات الصوتية، أصبحت قناة الجزيرة - ومن خلالها النظام القطرى - قوة دعائية يجب أن يحسب حسابها.