الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصب تفضحه عيونه

الصب تفضحه عيونه

فى عام 1924 شدت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم فى رائعة الشاعر أحمد رامى قائلة «الصــبّ تَفضحه عُيونه وتَنمّ عن وَجد شئونه» والصب معناها «العاشق»....أغنية رائعة تستطيع عزيزى القارئ البحث والاستماع لها على موقع اليوتيوب.



المقال ليس عن الحب والعشق كما قد يوحى عنوانه ولكن جائحة كورونا وما اقتدته من ارتداء للكمامات فى أغلب الأوقات للحماية من الإصابة بالمرض فتحت المجال الواسع إلى العودة إلى قراءة لغة العيون والتركيز عليها فهى الجزء الوحيد الذى تراه من وجه الشخص الذى يحدثك... التعبيرات ببقية قسمات الوجه والفم أصبحت غائبة فلا تدرى حالة من امامك... هل هوغاضب أم سعيد ضاحك...ليس أمامك إلا قراءة ما توحيه نظرات العيون وما تشير إليه ولكن هل هذا كاف؟ هذا سؤال يجيب عليه البعض بالإيجاب ويحتار البعض الآخر فيما تشير فئة ثالثة إلى أن العيون غير كافية لإدراك مكنون المشاعر والتعبيرات.

البعض من الكسالى ينصحك بأن تقوم بتضييق عينيك فقط وسيشعر من هو أمامك بأنك تبتسم...تقوم بتوسيعها فيشعر بالرعب والخوف من غضبك.

تشير التقديرات الاقتصادية إلى زيادة حجم صناعة الكمامات بصورة كبيرة هذا العام.. متوقع أن يصل حجم الأرباح فى هذه الصناعة فى 2020 إلى حوالى 7.2 مليار دولار مقارنة بـ2.9 مليار دولار فى العام السابق.

ومن المفارقات أن الصين هى الدولة الأولى فى تصنيع وتصدير الكمامات حتى قبل جائحة الكورونا حيث كانت تحوز على حوالى 50% من إجمالى أعداد الكمامات فى العالم كله وتقوم بتصدير 70% منها فيما تستهلك 30% من هذا الإنتاج محليًا....أما الولايات المتحدة الأمريكية فإن 90% من الكمامات الموجودة بها صناعة صينية وحوالى 70% من الكمامات الموجودة فى اليابان تعتمد على مكونات يتم تصنيعها فى الصين.

هذا قبل جائحة كورونا تلك التى ضاعفت إنتاج الصين حوالى عشرة أضعاف أى حوالى 120 مليون كمامة يوميًا تلك التى كانت فى حدود 15 مليون كمامة يوميًا قبل هذا الوباء الخطير.

التوقع أن يصل إجمالى إنتاج الصين هذا العام إلى حوالى 10.1 مليار كمامة...أرقام كبيرة ولكنها تشير فى حالة قسمتها على إجمالى عدد السكان إلى استمرار وجود تراخ فى ارتداء واستهلاك هذا المنتج وهو أمر خطير نلمسه حاليًا وتحذر منه الحكومة بشكل كبير.

لغة العيون هى لغة عالمية بها بعض القواعد المثيرة، فعلى سبيل المثال عندما يقوم محدثك بفتح عينيه وإغلاقهما كثيرًا وبسرعة فإن هذا دليل على شعوره بالضيق وعدم الراحة أما النظر إلى الأعلى وإلى جهة اليسار فإن هذا  يشير غالبًا إلى أنه يقوم بمعالجة المعلومات وربطها بمواقف سابقة أوشعور عاطفى أمّا إذا نظر إلى جهة اليسار دون النظر للأعلى فهويحاول تذكر صوت.

النظر إلى أعلى وإلى جهة اليمين عند سماع معلومة فإن ذلك يدل على أنّه يحاول التحقق من منطقية المعلومة التى سمعها أويحاول تذكر تجربة حدثت فى الماضى القريب...النظر إلى أعلى فقط فهذا يعنى أنّه يفكر جيدًا فيما يسمع أما النظر إلى أسفل فهذا يدل على عدم الراحة أوالشعور بالذنب أوعدم الاهتمام أما عندما تتحرك العينان ذهابًا وإيابًا أثناء الحديث فهذا يدلّ بالعادة على شعور الشخص بعدم الراحة أوشعوره بأنّه محاصر بسؤال لا يريد الإجابة عنه فهذه ردة فعل فسيولوجية تدل على الخوف من موقف خطير كمواجهة الشخص لعدوه.

أما عندما يغلق الشخص عينيه لمدّة ثانية أواثنتين أثناء الحديث فقد يشير ذلك إلى الكذب وغالبًا ما ينظر الكاذبون باتجاه أقرب مخرج مبررين رغبتهم فى الهروب جسديًا ونفسيًا من القلق الناجم عن الكذب فى موقف معين كما ينظر الكاذب إلى ساعة اليد ممّا يشير إلى الرغبة فى اختصار المحادثة.

أما بالنسبة للشخص الخجول الذى يتجنب النظر إلى العينين مباشرة فإنه يعيش فى ألم حقيقى هذه الأيام...ربما تكون فرصة ليتدرب على المواجهة وتغيير تلك المشاعر التى اصبحت نادرة.