السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كراهية الإسلام.. لماذا؟

كراهية الإسلام.. لماذا؟

لا يزال العالم الغربى يسير وراء خدعة كبرى تم صناعتها إعلاميًا بهدف تأجيج المشاعر ضد المسلمين والإسلام، ألا وهى  خدعة «الإسلام فوبيا» والإرهاب الإسلامى  هذا المصطلح الذى بمقتضاه أصبحنا نرى كراهية الإسلام واعتداءات مستمرة على مقدسات إسلامية وآخرها نشر رسوم مسيئة عن رسول الإسلام وحرق المصحف الشريف  بالسويد والذى  يمثل عنصرية فجة وواضحة ضد الإسلام والمسلمين.



ولا يعتبر الحادث العنصرى الذى قام به أعضاء جماعة يمينية متطرفة بمدينة مالمو جنوب السويد، مساء الجمعة قبل الماضية، من حرق نسخة من المصحف الشريف مجرد حادث عابر  وإنما هو استمرار لعملية مستمرة لمناهضة الإسلام، وتزايد للأفعال العنصرية التى تنتهك الحريات دون أدنى احترام لمعتقدات الآخرين أو مقدساتهم، والتى جاءت بالتزامن مع اليوم العالمى لإحياء ذكرى ضحايا العنف بسبب الدين أو المعتقد، والذى يوافق٢٢ أغسطس من كل عام... بل وأعقب ذلك نشر رسوم مسيئة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وللأسف ما زلنا نرى مواقف مؤسسية غير مؤثرة  لمواجهة تلك الحوادث دون تحرك  عملى ايجابى لمواجهة التيار الفكرى المناهض للإسلام فى العالم..  حيث لا تزال مؤسساتنا  تكتفى بالبيانات دون أن يكون هناك تحرك عملى فعال يقلل من حدة تلك الظاهرة.

 وعلى الرغم من كثرة هذه الحوادث وتكرارها من وقت لآخر هناك  كان تحرك الأقليات الاسلامية بالغرب فى توضيح الصورة الصحيحة للدين  أثر فى المواقف الرسمية لبعض الدول، حيث أفادت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أن الشرطة الإنجليزية تدرس إلغاء استخدام مصطلحي: «الإرهاب إسلامي»، و«جهادي»؛ لما لهما من أثر سلبى على العلاقات المجتمعية.

وأوضحت الصحيفة أن الشرطة قد اقترحت استخدام مصطلحات مثل: «الإرهاب المبنى على العقيدة، وإرهابيون مستغلون للدوافع الدينية...» عوضًا عن تلك الكلمات التى تصف الأعمال الإرهابية التى يرتكبها مَن ينسبون أنفسهم للإسلام.

إن مثل هذا المقترح يمثل بريق أمل فى إمكانية مواجهة ظاهرة العداء للإسلام، وتقلل من المصطلحات التى تصف الإسلام بالإرهاب، لكن لا يزال هناك دور على مؤسساتنا الدينية لابد منه فى اطار المواجهة ودعم فكرة انهاء مصطلحات الإسلام فوبيا « و« الإرهاب الإسلامى «

كما أود الإشادة بتحرك مجمع البحوث الإسلامية لإطلاقه حملة توعوية باللغة الإنجليزية تُنشر عبر موقعه الرسمى على بوابة الأزهر الصادر باللغة الإنجليزية ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتوتير»، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك بعنوان: «Islam that they do not know».

ووفقا لما أعلنه  الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د.نظير عيّاد، فإن الحملة تستهدف تصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض عن الإسلام، والتى ينتج عنها صدور بعض الأفعال التى تسيئ للمسلمين ومقدساتهم بما يدعم ظاهرة العنصرية والتطرف ضد الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية والحقد بين أتباع الأديان.

إن أهمية تلك الحملة ينبع من أنها تتوجه بلغة الغرب، كما أنها تركز على موقف الإسلام ونبيه من القضايا المختلفة من خلال بيان الصورة الحقيقية لتعامل الشريعة الإسلامية فى كل هذه المواقف، ويؤكد احترام الآخر لأجل إنسانيته بغض النظر عن لونه أو عرقه أودينه، وهو ما نحن بحاجة إليه فى هذه  الفترة التى يعيش فيه عالمنا الإسلامى تحديات كبرى.