الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن سيدة القطار والذوق

عن سيدة القطار والذوق

السيدة صفية أبو العزم سيدة مصرية صميمة...كل من شاهد مقطع الفيديو وما حدث فى القطار من تطاول من المحصل ورئيس القطار وكيف تعاملوا مع المجند يستطيع بسهولة أن يدرك حجم المأساة وحجم الأمل...مأساة موظف يحاول تأدية عمله بأسلوب لا يليق... تجاوز باللفظ ربما كان سيتطور إلى تطاول باليد وتلك مشكلة كبيرة لدى البعض ببساطة فإن تجاوز الحدود والتعدى اللفظى يعتبرونه جزءا من العمل وفى الحقيقة أن اللفظ المنضبط والأسلوب الراقى هو الأصل ولا نجد أى داعى لغير ذلك..



لا أدرى لماذا يتمسك البعض بهذا الأسلوب الوقح ولا يراه عيبا...قصة شهيرة تحكى عن رجلين متجاورين فى دكانين أحدهما يبيع العسل والآخر يبيع الخل وكان الناس يزدحمون على صاحب الخل دائماً فقال صاحب العسل لعل غلاء سعر العسل هو من نفر الناس منى وأخذ يرخص قيمة العسل حتى ساواه بالخل ولم يأته أحد فقرر أن يذهب إلى جاره صاحب الخل وقال له: لم الناس يزدحمون عليك مع أنك تبيع الخل طعمه حامض ورائحته كريهة وأنا أبيع العسل ولا يأتى إلى أحد فقال له : إنى أبيع الخل بلسان من عسل وأنت تبيع العسل بلسان من خل .

قصة أخرى عن مطعم فى إحدي المدن الأوروبية طلب العاملون به من صاحب المطعم أن يرفع مرتباتهم فرفض...ما كان من العاملين إلا أن استمروا فى العمل ولكن قاموا بمعاملة رواد المطعم بأسلوب فظ وهو ما أدى إلى انخفاض المبيعات خلال الشهر التالى بنسبة لا تقل عن 40%.

أسلوب العاملين هو ما قلب القضية على رؤوسهم بالرغم من أنهم يطبقون تعليمات بديهية فباتوا هم الملومين...عسى أن يتعلم كل من يتعامل مع الجمهور وكل من يتعامل مع البشر عموما سواء أكانوا مخطئين أم على صواب أن يفصل بين الموقف والخطأ وبين الأسلوب فالذوق والاحترام مطلوبان لخلق الله جميعا بغض النظر عن الموقف وليس على حسب قدرة من هو أمامك على إلحاق الضرر بك وبغض النظر عن منصبه أو سلطته وإلا تحولنا إلى كائنات «تخاف ما تختشيش».

أما السيدة الجميلة السيدة صفية فهى مثال للمصرى الأصيل الذى نفتقده...الإنسان المصرى الشهم...تلك الشهامة التى نتميز بها و نتندر على دول أخرى لا يعير أصحابها بالًا لأى موقف أو أزمة يتعرض لها أى إنسان.

تحية احترام وتقدير للسيدة صفية أبو العزم...رمز الصفاء والعزم على أن نستمر فى التمسك بإنسانيتنا بالرغم من الظروف والمصاعب وعثرات الحياة.