الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 22

لغة الجينات 22

«الستر» أنواع ... والكشف أيضا أنواع .. فيه كشف محسوس.. وفيه كشف ملموس .. الكشف الملموس .. ممكن تراه فى الظاهر..  من خلال شخص لا يرتدى ملابس مناسبة  ...  وفى الباطن  فيه كشف محسوس .. وده خاص بأصحاب الجينات الخبيثة .. أشخاص مهما علا شأنهم  ربنا بينزع منهم «الهيبة» «الوقار» «الاحترام» ... مهما ارتدوا ملابس فاخرة تفضحهم تصرفاتهم.



«الكشف» فى 2020  كان ملموسا .. فى الظاهر جاء  فيروس كورونا.. مجرد مرض  أو وباء .. وفى الباطن.. كان  كلهيب الحق.. أذاب الأقنعة من على وجوه الناس.. فبانت الدونية والقبح الذى عشش فى النفوس.

«الكشف» فى 2020..  فى الظاهر رسالة واضحة وصريحة.. وفى الباطن... رسالة من نوع خاص.. فالعلاج ارتداء «ماسك» أو قناع .. 7 مليارات بنى آدم  فى كل أنحاء العالم ارتدوا «الأقنعة» فى توقيت واحد .

«الكشف» الذى فضح الزيف وأسقط الأقنعة .. علاجه الوحيد حتى الآن .. ارتداء «الماسك» أوالقناع.. فى الظاهر  من أجل الحماية أوعدم نقل عدوى..وفى الباطن إخفاء الوجه وإخفاء المشاعر .. تغطية الملامح بأخرى غير حقيقية !!...رسالة شديدة الخصوصية لن يفهمها سوى أصحاب الجينات الأصلية .

«الكشف» الذى نعيشه الآن متكرر لكن للأسف لم ننتبه له.. من 12 سنة وتحديدا فى 2008 حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية فى الظاهر بدأت من أمريكا بسبب الرهن العقارى وامتدت للعالم بأسره   .. وفى الباطن الملايين فقدوا وظائفهم وانكشفت الأقنعة .. واستمرت معاناتهم سنوات.

ومن 22 سنة وتحديدا عام 1998 .. «الكشف» كان ظاهرا  أيضا حتى لولم ننتبه له حينها .. 100 دولة أوروبية وافقت على الاستنساخ البشرى... فى الظاهر فتح علمى عظيم.. وفى الباطن «قناع» من نوع جديد يرتديه العالم ليخفى أنه مجرد «مسخ».

«الكشف»  فى العام نفسه طال بيل كلينتون أشهر رؤساء أمريكا فظهرت فضيحته مع مونيكا لوينسكى ..وطال العراق بحرب بدأتها أمريكا لإسقاط النظام وامتد تأثيرها على العالم العربى حتى الآن.

«القناع» أوالماسك.. ارتداه وعاش به طوال حياته الفنان الكبير محمد أحمد المصرى .. الشهير

بأبولمعة.. «قناع» واحد  رأيناه به طوال حياته.. فى الظاهر.. أشهر كذاب فى التاريخ.. وفى الباطن يمتلك جينات أصلية قوية.. يمتلك هيبة ووقارا واحتراما لا حدود لهم.. يعمل كمربى أجيال.. مدير مدرسة السعيدية العسكرية.. بضخامتها وعدد طلابها .. مربى فاضل وناظر مهيب تهتز له الأركان.

فى الظاهر شخص كذاب... مهرج .. أراجوز.. وفى الباطن كاريزما .. مرعب مخيف .. حاصل على  بكالوريوس الفنون التطبيقية ثم دبلوم معهد التربية للمعلمين ومن رجال وزارة التربية والتعليم الملتزمين.

فى الظاهر يرتدى القناع الأشهر ..«أبولمعة» لا يتوقف عن الضحك والهزار  .. وفى الباطن الجميع يخشاه .. نظرة واحدة من عينيه كفيلة بأن تجعل أكبر وأهم مدرسة فى مصر وقتها تصمت صمت القبور .. لوأخطأ طالب يستدعى ولى الأمر ويلسعه بالخرزانة ويقول له أنت ماعرفتش تربى ... يظهر فى طابور الصباح «كالأسد» يستعرض الطابور،وكان طلابه يفرقون بين شخصية «الأستاذ « الحازم فى مدرسته وإدارته الحكيمة،وبين «أبولمعة» الفشار فى الإذاعة أوالتليفزيون،الكل  يعامله باحترام  شديد .. استطاع بفضل جيناته الأصلية أن يحقق المعادلة الصعبة.

بأن يكون مربيا فاضلا حازما لا يتخذه تلامذته هزؤا ،وأن ينجح بعيدا عن وظيفته كفنان  فكاهى أضحكنا من قلوبنا بفنه النظيف الراقى.

«الكشف»  والقناع فى حياة» أبولمعة» مرعب ..مخيف..  ملموس ومحسوس فى نفس الوقت..  يفك الطلاسم والأسرار المتعلقة بكل ما هوملموس وكل ما هومحسوس . فى الظاهر الاثنان يتأثر كل منهما بالآخر سلبآ أوإيجابآ فما تلمسه يؤثر فى حسك وما تحسه يؤثر فى لمسك أيضآ بالإيجاب أوبالسلب . وفى الباطن  هوالوجه المزيَّف الذى يلف بالغموض الوجه الحقيقى.

«الكشف» فى 2020 مستمر .. فهذا هووقت سقوط الأقنعة .. حتى لوكان العلاج ارتداء أقنعة.. ستظهر كل الوجوه على حقيقتها .. كل الوجوه التى تسترت خلف الأقنعة المزيفة.

«الكشف» سيكون نعمة لأصحاب الجينات الأصلية فالإيمان يغير الواقع.. وسيكون نقمة على أصحاب الجينات الخبيثة .

فاللهم لك الحمدُ على رحمتك الخاصّة والعامّة، ولطفك الصافى والخافى، وجبرك المحسوس والملموس، وحلمك الدائم، وسترك القائم، وعطائك بالمدّ أوالصدّ، لك الحمدُ يا حميدُ يا مجيدُ حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا.