لقيت الطبطبة
أغنية الفنان المتميز حسين الجسمى هى بالفعل أغنية جميلة وراقصة أيضا...انتشرت كالنار فى الهشيم...فى التليفزيون والراديو وبالطبع عبر شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة وكذا أيضا رنات التليفون المحمول والكول تون.
كلما استمعت الى أغنية جديدة متميزة أحاول أن أضع لها فترة زمنية للانتشار والاستماع واتعجب على هذا الزمن حيث كل شيء ينتهى سريعا ونعود فنبحث عن الجديد...مقارنة ذلك بالماضى ملفتة حيث كانت الأغنية تنتشر وتستمر لفترة أطول...ربما هى إحدى سمات عصر السرعة الذى نحيا فيه...سرعة انتقال البيانات والمعلومات عبر شبكات الألياف الضوئية والأقمار الصناعية أيضا.
ولكن ما استوقفنى فى تلك الأغنية هى جملة بسيطة فى المقطع الأول حيث تقول «حبيبى بالبنط العريض...غالى وأقرب م الوريد» ثم تذكرت الآية 16 من سورة ق «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» والتى يخبرنا المولى عز وجل عن نفسه ومدى قربه من البشر...شعرت بعدم ارتياح بالرغم من اننى متأكد ان كاتب الأغنية لم يعنى شيئا سيئا بل هو يحاول تقريب الفكرة بصورة مبتكرة ولكن كان يتحتم عليه الحذر عند استخدام التعبير القرآنى فى أى موضع.
تذكرت الجدل الحادث حول أغنية العندليب الأسمر الرائع عبد الحليم حافظ «على حسب وداد قلبي» حين قال «لا حسلم بالمكتوب ولا حرضى ابات مغلوب» حين استنكر البعض التعبير وما يحتويه من اعتراض على المكتوب...فى رائعته الاخيرة «قارئة الفنجان» يقول ايضا «يا ولدى قـد مات شهيــداً من مات فـداءً للمحبـوب» وهى التى استنكرها البعض حتى جاء مولانا الدكتور على جمعة واوضح الحديث الشريف «من عشق وكتم وعف فمات، فهوشهيد» وهوالحديث الذى ضعفه البعض أيضا فيما أشار البعض إلى أنه بالرغم من ضعفه إلا أن معناه صحيح من منطلق أن العفة هى أحد الأمور المندوبة لما تحتويه من صبر وللصبر حتى الموت رجاء فى أن يدخل صاحبه فى أحد مراتب الشهادة والله أعلى وأعلم.
عودة الى الفكرة الأساسية من وراء المقال فنقول أن المجاز مقبول واستعارة التعبير القرآنى ايضا ...يتوقف الأمر على نية الكاتب والمتلقى فدعونا لا نصعب الأمور على أنفسنا ونعتبرها «أغنية وعدت».