الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دين الآدب والأخلاق

دين الآدب والأخلاق

لاشك أن الإسلام دين الأدب، ودين الرقى، ودين القيم الإنسانية الجميلة، فلم يترك قيمة ترقى بالمجتمع والأفراد إلا وحث عليها وفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فى أبسط الأمور التى قد ينظر إليها البعض على أنها عادية لا ترتبط بخلق إسلامى رفيع.



ومن أمثلة الأدب الرفيع, أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتى أحد لا يأتى من قِبَل الباب، حتى لا يقع بصره على أهل البيت، ولكن من على يمينه أو شماله تأدبًا، فإذا دخلت بيت أحد فاحفظ حرمته، واحفظ سر البيت، ولذلك يقول علماؤنا  القدامى والمعاصرين: « إن من الآداب أن لا تجلس وعينك أمام مدخل البيت، أو غرفة الأسرة، وأن تغض بصرك عن حرمات البيت، وألا تجلس على تَكْرِمَةِ أحدٍ إلا بإذنه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :»لا يؤمنَّ الرجل الرجل فى أهله ولا سلطانه»، حتى ولو كان أحفظ منه وأعلم، فلا تكن إمامًا له فى بيته ولا فى مكان عمله، لا أمام أهله ولا أمام مرءوسيه، انزلوا الناس منازلهم، وأكرموهم حيث تكرمون ،» وَلا يَقْعُدْ فِى بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ «  حتى لو كان رئيسًا وجاء ليفتش عليه فلا يليق أن يؤمه أمام مرءوسيه، ولا يجلس على مكتبه إلا بإذنه، ولا يستخدم أداة أحد إلا بإذنه، فلا يستخدم حاسوب أحد إلا بإذنه، ولا قلم أحد إلا بإذنه، ولا حاجة أحد إلا بإذنه، ولا مسبحة أحد إلا بإذنه، ولا كتاب أحد إلا بإذنه، هذا هو الأدب، وتلك هى الآداب، وهذا هو الإسلام، وهذه هى الأخلاق».

إن آداب الإسلام والأخلاق  إذا ما روعيت وتم تعليمها لأطفالنا وشبابنا لوصلنا إلى ما نصبو إليه من رقى لمجتمعنا، ولحققنا البلد الفاضلة التى أرادها  ديننا لنا.

إن ما يعانيه المجتمع من سوء المعاملات بين الناس  وقطع للأرحام سببه ضياع الأخلاق والبعد عنها، وما نراه اليوم من تهرب مجتمعى  لكثير من القيم والأخلاق  هو ما أوصلنا إلى ما نشكو منه فى العديد من مجالات الحياة العامة والخاصة، لدرجة أننا أصبحنا نرى اهتراء واضحًا بين أفراد الأسرة الواحدة، وأصبح لا يعرف  لقيمة الأسرة وأهمية الترابط المجتمعى مكان.

وكلمة حق.. إن مجتمعنا أصبح يعانى بشدة بسبب غياب الأخلاق، وضياعها فى معاملات الناس فيما بينهم وحتى بين الجيران والأقارب، لدرجة جلعت من بعض البيوت مصدرًا للقلق وعدم الراحة، ولذلك فإن استعادة الأخلاق هو الطريق الوحيد الذى به يستقر المجتمع، ويهنأ فيه الناس بحياتهم.