تحديات الملكية الفكرية فى عصر المعلومات 1-2
اتخذت قضية الملكية الفكرية بعدا جديدا تزامن مع انتشار الأدوات الرقمية التى يزخر بها عصر المعلومات الذى نحيا فيه... البداية جاءت مع بداية عصر التدوين وتعاظمت بصورة كبيرة مع الدخول فى عصر الطباعة والذى أتاح عمل نسخ غير مرخصة من الإبداع المكتوب.. ربما لم تكن القضية بهذه الخطورة والجدية حتى وصلنا الى بدايات القرن الماضى عندما بدأت دور النشر فى الظهور والانتشار لتصبج الكلمة المكتوبة سلعة تدر دخلا على الناشر والكاتب.
التطور التالى جاء مع دخول عصر الفونوغراف والإسطوانات وتطور صناعة الطباعة ثم عصر الإذاعة والتليفزيون...ربما يتفاجأ مؤلف ما بأن أحدا كتبه يتم طباعتها من خلال دار نشر لم يتعاقد معها أو دار نشر مجهولة تبيع الكتاب بسعر أقل بكثير من السعر المعلن مع دار النشر المعتمدة.. أو يتفاجأ مؤلف أغانى أو مطرب بأن أغانيه يتم إذاعتها فى إحدى محطات الراديو أو إحدى القنوات التليفزيونية بدون علمه أو إذنه.
ومع ظهور الكاسيت والفيديو وهما التطور التالى مباشرة والذى يتيح للمستخدم تشغيل المواد الفنى وقتما شاء حدث ما يسمى بالنسخ غير الأصلية من الأعمال الفنية.. ثم مع الدخول فى العصر الذى يطلق عليه عصر الديجيتال، وما صاحبه من انتشار لتقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمواقع الالكترونية والشبكات المختلفة أصبحت الأمور فى فوضى تامة. من يحمى الابداع وحق المؤلف والناشر أو المنتج ويحقق لهم الامان والضمان للحصول على كامل مستحقاتهم المالية وكامل سيطرتهم على الطباعة والنشر والتوزيع والبث.. براءات الاختراع قضية اخرى مرتبطة بالأمر وكذا ايضا سرقة الأفكار والأبحاث العلمية وهى أمور دعت الى وجود ما اطلق عليه «التسجيل والترخيص» لتلك الأعمال لضمان حق صاحبها وسيطرته التامة عليها.
تخيل عزيزى القارئ ما يشعر به أى مبدع فى أى مجال من مجالات الإبداع البشرى...كاتب...مؤلف.. شاعر.. فنان.. مخترع او مبرمج او مبتكر او دارس.. إن يجد أعماله يتم طباعتها أو نشرها بدون علمه او اذنه وما يترتب على ذلك من خسائر مادية قد تعصف بمشروعه تماما...على سبيل المثال ماذا يحدث لمنتج سينمائى عندما يجد الفيلم الجديد له قد تم تسريبه واذاعته فى قنوات غير مرخصة وتداوله من خلال الاسطوانات الضوئية والفلاشات...لن يجد أحد يذهب الى دار العرض لمشاهدته وستكون الخسائر فادحة.. ربما يتخارج من السوق وتتأثر الصناعة ككل مع تكرار مثل تلك الممارسات. غدا نكمل
