الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مراكز البيانات الغارقة

مراكز البيانات الغارقة

تشغل قضية مراكز البيانات (Data Centers) حيزا كبيرا ودورا محوريا وبارزا فى العالم الرقمى… ومراكز البيانات باختصار هى تجميع لعدد كبير من الحواسب الكبيرة الخوادمServers -  مع أجهزة فنية لتأمين الشبكات ضد الاختراق وبالطبع يتصل بها خطوط ربط لنقل البيانات والمعلومات بين الانظمة الفنية والتطبيقات المستضافة (Hosted) عليها وبين المستخدمين لها... تتباين مراكز البيانات فى الحجم فهى تبدأ من مساحة 3 قدم مربع وصولا إلى أكبر مركز بيانات فى العالم والموجود فى الصين بمساحة تصل إلى 6.3 مليون قدم مربع... وفى المتوسط فإن مركز البيانات يشغل مساحة نحو 100 ألف قدم مربع.... إما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن أكبر مركز بيانات بها تصل مساحته إلى 3.5 مليون قدم مربع... بالطبع تحتاج تلك المراكز إلى العديد من التجهيزات الأخرى المرتبطة بمصادر التيار الكهربائية المستقرة والمستمرة وأيضا منظومة متقدمة للتبريد.



لمراكز البيانات أيضا أربعة مستويات من التجهيزات والاعتمادية والاستمرارية فى العمل تبدأ بالمستوى الأول Tier1 بمستوى انتظام فى العمل واستمرارية لـ99.671% من الوقت وصولا إلى المستوى الرابع Tier4  بنسبة استمرارية تصل إلى 99.995 % من الوقت.

وفى هذا الاطار تجدر الإشارة إلى الميزة النسبية لموقع مصر فى منتصف العالم  واحتلالها للمركز الثانى عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية فى عدد كوابل الألياف الضوئية البحرية التى تمر خلالها وهو ما يؤهلها لتكون الاختيار الأنسب لاستضافة مراكز البيانات الخاصة بالشركات العالمية والمؤسسات الدولية... الموقع المتوسط لمراكز البيانات من الناحية الجغرافية يوفر الكثير من الجهد والمال وأيضا يحسن فى الظروف المرتبطة بجودة واستمرارية الخدمات المقدمة من خلال تلك المراكز.

اغرب التجارب ما قامت به شركة مايكروسوفت مؤخرا من الإعلان عن انتهاء تجربة فريدة من نوعها تتضمن وضع مركز بيانات خاص بها تحت الماء فى بالقرب من جزيرة اركانى على الشواطئ الاسكتلندية...التجربة بدأت فى عام 2018 وانتهت بنجاح منذ عدة أيام... مركز البيانات المغمور لم يكن كبير الحجم-مكون من 12 كابينة- بالطبع تتصل بمصدر للتيار الكهربى وتتصل بكوابل الألياف الضوئية لاستمرارية تقديم الخدمات وأعمال الصيانة عن بعد....صرحت الشركة بأن الغرض الرئيسى من تلك التجربة هو أن يكون مركز البيانات قريبا من المستخدمين له بما يحقق سرعة تبادل المعلومات والبيانات والاستفادة من الأنظمة الفنية الموجودة به كما أنه يوفر فى استهلاك الطاقة المستخدمة فى تبريد أى مركز بيانات تقليدى فوق الأرض...بالطبع التجهيزات الخاصة بمراكز البيانات المغمورة يجب أن تكون فى غاية الدقة والتعقيد نظرا لاستحالة القيام بأعمال الدعم الفنى أو تغيير المكونات المادية لأى من الخوادم الموجودة به أو أى من ملحقاتها.... بانتهاء هذه التجربة بنجاح والتى تشبه تجربة اطلاق الإقمار الصناعية فى الفضاء نستطيع القول بان البيانات والاتصالات أصبحت بالفعل على الأرض وفوقها وتحتها أيضا.

تجربة جديرة بالدراسة والدمج ضمن استراتيجيات وخطط استخدام مراكز البيانات وربما تفتح المجال للتطبيق فى مصر بما لها من موقع جغرافى متميز بين دول العالم و قاراته المختلفة.