الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 24

لغة الجينات 24

سقوط التفاحة لم يكن هو الإنجاز الأعظم لنيوتن.. فى الظاهر  الرجل درس وبحث وسأل نفسه «ليه التفاحة سقطت للأرض ولم تطر.. وفى الباطن كانت «طاقة الروح» تسرى فيه ليغير تاريخ البشرية.



«نيوتن» فى الظاهر كان  مجرد طالب جامعى.. حبيس فى المنزل تنفيذا لإجراءات  التباعد الاجتماعى بسبب تفشى مرض الطاعون.. وفى الباطن «طاقة الروح» بداخله كانت كاشفة.. حولت عام العزلة هذا من الأكثر قتامة فى تاريخ العالم  للأكثر إنارة وبصيرة فى حياة «نيوتن» وجميع الفيزيائيين والرياضيين من بعده.

«طاقة الروح» هذه لا يملكها إلا أصحاب الجينات الأصلية.. المختارين لإنارة الطريق.. فى الظاهر ملموسة وبشكل واضح وكاشف فهى  تنمى قدرتك  على العمل والإبداع واتخاذ القرارات السليمة وفى الباطن، محسوسة جدا فى عزة نفس أصحاب الجينات الأصلية  من المحافظين على الهوية والباحثين عن الحقيقة ومن يملكون حاسة خاصة تنير لهم الطريق.

«طاقة الروح» فى الظاهر تراها واضحة ملموسة  فى أصحاب الجينات الأصلية  برفضهم السقوط فى أى نوع من أنواع  الإغراء الذى لا يمكن مقاومته.. وفى الباطن تشعر بها فى قدرتهم غير العادية على التوازن والتوافق والصدق والسيطرة على أنفسهم فى أحلك الأوقات والظروف.

«طاقة الروح» هذه محرمة على أصحاب الجينات الخبيثة ممن ينشرون اليأس.. فى الظاهر ممكن تعرفهم بسهولة.. فهم يمتنعون عن مساعدة الناس إلا إذا كان ذلك يخدم مصلحتهم.. وفى الباطن محترفى بث طاقات سلبية.. بارعون فى تقديم الأفكار المفعمة بالكره، مصاصو طاقة من طراز فريد.

«طاقة الروح» هذه امتلكها الشاعر الكبير مأمون الشناوى.. فى الظاهر هو شاعر غنائى شهير.. وفى الباطن يمتلك جينات أصلية تدفعه لعمل الخير ومساعدة الناس وإنارة الطريق لكل من يصادفه الحظ ويتعرف عليه.. ولدرجة أنه يقدم أعمال غيره للمطربين ويجلس هو بلا عمل.. ولدرجة أن  شهرته فى الوسط الفنى كله كانت  «مديون الشناوى».

«طاقة الروح» هذه بدت جلية فى عدة مواقف فى حياة مأمون الشناوى أبرزها  اكتشافه لاثنين من أهم شعراء الأغنية العربية، من خلال قصة فى ظاهرها لا تصدق... وفى باطنها تشير بقوة على الجينات الأصلية للرجل الذى لم ينل ما يستحق من تكريم حتى الآن.

فى أحد الأيام كان  مأمون الشناوى يتوجه إلى عمله، ووضع يده فى جيبه لتستوقفه ورقة وجدها، وقرأ ما بداخلها ليجدها كلمات تصلح لأن تكون أغنية جميلة... اندهش جدا لأن الأغنية التى وجدها لم يقم هو بكتابتها، ولم يستمع إليها من قبل، فكيف وصلت إلى ملابسه.

«مأمون الشناوى» عاد للبيت وسأل الخادمة عن الورقة التى وجدها فى جيبه.. فاعترفت له  أنها تعيش قصة حب مع «المكوجى»، الذى اعتاد على إرسال خطابات غرامية لها  فى الملابس، وهذه المرة كان هناك خلاف بينهما، فأرسل إليها هذه الكلمات من أجل الصلح.

«الجينات الأصلية» وطاقة الروح التى لا تنضب لم تسمح لمأمون الشناوى بتجاهل الحكاية.. فى الظاهر كان يمكن أن يستولى  على الأغنية لنفسه.. أو على أقل تقدير يشتريها بمبلغ زهيد من المكوجى الغلبان وفى الباطن ينسبها لنفسه..

لكن «طاقة الروح» جعلته يطلب منها إحضار المكوجى.. ويتصل  بصديقه الملحن  الكبير محمود الشريف، ليعرض عليه كلمات الأغنية.. ويعبرعن إعجابه بها، ويطلب منه الحضور إلى منزله...ليتعرف على الشاعر ويلحن الأغنية.

«محمود الشريف» فوجئ بالمكوجى «سيد مرسى»  يجلس فى بيت  مأمون..، وسأل الشناوى المكوجى عن صاحب الكلمات، فأكد له أنه من قام بكتابتها ولديه العديد غيرها، فأخبره الشناوى أنه سيأخذ هذه الأغنية من أجل تنفيذها على أن تبث فى الإذاعة.

بعدها اتصل الشناوى بالمطرب عبدالغنى السيد، ليخبره أن هناك أغنية مناسبة له، وبالفعل حضر عبدالغنى السيد وأعجب بالكلمات وكذلك اللحن الذى نفذه محمود الشريف، ليقوم بعدها بتسجيل الأغنية فى الإذاعة، وحينما أذيعت حققت نجاحا كبيرا للغاية.

وأصبحت الأغنية واحدة من أهم أغنيات عبدالغنى السيد فى تاريخه، ولا يزال الجميع يذكرها ويغنيها حتى الآن، وهى أغنية «ع الحلوة والمرة مش كنا متواعدين».

«مأمون الشناوى» لم يكتف بذلك.. اصطحب معه الشاعرالجديد سيد مرسى  من أجل لقاء الموسيقار محمد عبدالوهاب وعدد كبير من نجوم الوسط الغنائى... وقدم «سيد مرسى» العديد من الأعمال لوردة ومحرم فؤاد وهدى سلطان ونجاة الصغيرة.

« طاقة الروح » نفسها هى من دفعت مأمون الشناوى فى مرة ثانية لاصطحاب ماسح أحذية يجلس أمام كازينو بديعة مصابنى.. ويقدمه لها ويعرض عليها كلمات أغانيه  ويشيد بها.. فيتغير مصير الرجل للأبد ويخرج لنا الشاعر الكبير محمود فهمى والذى كتب أشهر أغانى  عبدالمطلب والتى نرددها حتى الآن «حبيتك وبحبك وهحبك على طول».. وقدم لفريد الأطرش «زينة» و«نورا» ووحدانى هعيش كده وحدانى. ولا أقول يا غرام أبدا تانى» ومئات غيرها لأشهر المطربين.

ألم أقل لكم إن « طاقة الروح» هى الطريق للخلاص من  التكالب على  الشهرة والمال والجاه والنفوذ والسلطة .. وهى من تجعل  للإنسان معنى، وذات يقين، ويصير إلى الهدوء، والطمأنينة، والسكينة، أقرب منه إلى الشقاء والخوف، والقلق، والاضطراب وتحقير النفس بالرياء والنفاق.

ألم أقل لكم إن «طاقة الروح» لا يملكها إلا أصحاب الجينات الأصلية.. ألم أقل لكم إن طاقة الروح

لا يعرفها سوى المختارون من البشر لإنارة حياة الناس.