الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السفاح الرقمى

السفاح الرقمى

نتحدث بصورة شبه يومية عن الهجمات السيبرانية الموجهة ضد النظم الفنية وقواعد البيانات والمعاملات المالية وكيف أن هذا الهجمات تتراوح بين هجمات لتعطيل تلك الخدمات أو هجمات لسرقة أو تعديل أو محو أو تخريب البيانات وذلك لأغراض عدة.



لا يتوقف الامر عند هذا الحد فقط بل تطورت الهجمات وانتشار البرمجيات الخبيثة إلى نوعية جديدة يطلق عليها فيروسات الفدية Ransomware وهى حالة يتم فيها تشفير البيانات الموجودة على الانظمة وقواعد البيانات المختلفة ويقوم صحاب الهجوم بمساومة صاحب تلك البيانات على فك الشفرة مقابل مبلغ من المال تزيد قيمته مع الوقت ومع المناورة أو الرفض للرضوخ لتلك المطالب احيانا.

ولكن يأتى دوما سؤال يطرح نفسه عن مدى خطورة تلك الخدمات وهل يقتصر الأمر على ما سبق من أشكال للهجمات والتخريب فقط أم أن آثارها الجانبية من الممكن أن تعرض حياة الانسان للخطر وأحيانا إلى الموت؟

تأتى الاجابة السريعة لتوضح أن تلك الهجمات قد تقتل البشر احيانا ودعونا نتخيل حدوث هجوم سيبرانى على محطة كهرباء أو على خط لنقل الغاز الطبيعى... ما الذى سيحدث اذا انفجرت محطة كهرباء أو انفجر خط لنقل الغاز... الخسائر ستكون مهولة فى الأفراد والممتلكات.

أمثلة أخرى تأتى من القطاع الطبى منها على سبيل المثال تغيير فصيلة الدم فى الملف الرقمى الموجود للمواطن لدى المستشفيات... ماذا لو احتاج أحد المرضى لعملية نقل دم سريعة وتم تزويده بدم من فصيلة مختلفة.

ماذا يحدث اذا تم اختراق أحد أجهزة تصحيح الابصار بالليزر وتغيير شدة شعاع الليزر أو تم هذا فى احد اجهزة التجميل والعناية بالبشرة والجلد.... كوارث تتراوح بين الاصابة الشديدة وبين الوفاة.

منذ عدة ايام حدث هجوم سيبرانى على احد المستشفيات التابع لجامعة دوسيلدوف الالمانية ادى إلى تعطيل 30 خادما بالمستشفى عن العمل مما منع المستخدمين من الوصول إلى البيانات واستخدامها بطريقة صحيحة... العجيب ان من قام بهذا الهجوم لم يطلب أى مبلغ كفدية لكى يقوم بفك الشفرة والسماح للأنظمة بالعودة إلى العمل بصورة طبيعية.

أشار وزير العدل الألمانى إلى أن الهجوم خلف وراءه بيانا صغيرا من المخترق أعلن فيها عما قام به وكما قلنا لم يطلب اى مبالغ مالية لإعادة الامور إلى سابق طبيعتها... استطاع رجال الشرطة التواصل مع منفذ الهجوم واجباره على إعادة الامور إلى سابق طبيعتها، ولكن الامر لم يكن يتوقف عند هذا الحد فقط حيث ادى هذا الشلل إلى عدم قدرة المستشفى على قبول دخول إحدى المرضى إلى قسم الطوارئ حيث لم تتمكن سيارة الاسعاف من التواصل مع المستشفى وإدخال المريضة مما جعلهم يقومون بمحاولة الذهاب إلى مستشفى أخرى بعيدة فى محاولة لإنقاذ حياتها الا ان تلك المحاولة باءت بالفشل و توفت السيدة قبل وصولها إلى المستشفى البعيد.