الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية 1-2

الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية 1-2

لا نزال نتعرض لقضية الملكية الفكرية وجوانبها المختلفة التى فرضها عصر المعلومات وأدخل تلك القضية فى منعطفات جديدة بعضها سهل فى التناول وبعضها يحتاج إلى عناية ومتابعة مختلفة.



تأتى المفاهيم المرتبطة بالذكاء الاصطناعى لتدق ناقوس خطر ربما لم تتضح مدى درجة خطورته بعد ولكن التطور الكبير الحادث فى هذا المجال وارتباطه بمحاكاة العقل البشرى وما ينتج عنه من إبداعات متعددة يجعل هذا الملف فى غاية الأهمية والحساسية أيضا.

الإبداع البشرى يتحول إلى إبداع تقوم به الآلة... فمن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى تستطيع الآلة القيام بالعديد من المهام المعقدة والتى تحتاج إلى خبرات كثيرة متراكمة فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن حاليا استخدام برامج تقوم بما يقوم به مدرب كرة القدم... حيث يتم إدخال بيانات متعددة عن الفرق المختلفة وخصائص ومهارات كل لاعب والنتائج السابقة للفرق وأساليب لعبها ثم يقوم البرنامج من خلال تحليل كل تلك البيانات استخراج مقترحات لخطط اللعب فى المباريات المختلفة بل واختيار اللاعبين ومواقعهم فى أرض الملعب وأسلوب اللعب دفاعى أو هجومى أو متوازن... إلخ.

يتم أيضا استخدام تلك الأدوات فى تشخيص الأمراض وتحليل نتائج التحاليل الطبية وقراءة صور الإشاعات وخلافه ومن ثم اقتراح البرنامج العلاجى المناسب وربما أيضا توقع الإصابات بالأمراض المختلفة فى المستقبل بناء على قراءة واقع تلك البيانات وربطها بخصائص المريض.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتخطاه إلى إنتاج أعمال إبداعية فى مجالات متعددة منها على سبيل المثال قدرة الآلة على إنتاج عمل أدبى مقال... قصة قصيرة... رواية طويلة بل وأيضا القيام بتحليل البيانات واستخراج نتائج فى دراسات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية متخصصة. من الأمثلة الطريفة أيضا استخدام تلك التقنيات لعمل وصفات لأكلات جديدة...اقتراح مكونات وإضافات على الفطائر والبيتزا أو عمل خط إنتاج لعطر جديد بناء على التفضيلات المختلفة لعطور موجودة بالفعل.

المقطوعات الموسيقية وتلحين الكلمات لعمل أغان جديدة أصبح يتم بنفس الكيفية فلا توجد حاجة لبتهوفن أو عمار الشريعى أو بليغ حمدى.... بل من العجيب القدرة على تغذية الآلة ببيانات لأغان قام بها ملحن معين ثم تقوم الآلة بتلحين أغنية جديدة بنفس الأسلوب الذى ينتهجه الملحن الأصلى فتخرج إلينا أغنية شديدة الروعة تألفها الأذن بسرعة وتحقق أعلى المبيعات وهى فى الحقيقة نتاج لعمليات فنية ورياضية وهندسية شديدة التعقيد.

وهنا يكون السؤال المهم... من هو صاحب الإبداع وما هى حقوقه؟. غدًا نكمل