الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية 2-2
عندما تقوم الآلة بإنتاج عمل إبداعى وتحل محل المبدع الطبيعى فإن الأمور المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية تحتاج إلى تحديد وإلى إيضًاح.
فى هذا الصدد عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة مهمة تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية»؛ والتى نظمتها لجنة الملكية الفكرية مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية حاضر فى الندوة كلا من: الدكتورة دعاء شوقى الأستاذة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتورة ريم بهجت الأستاذة بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة وعقب عليها كلا من:الدكتور حسام لطفى رئيس قسم القانون المدنى بكلية الحقوق جامعة بنى سويف، والمستشار عمرو شكرى القاضى بالمحكمة الاقتصادية.
تناولت الندوة استعراضا عاما لمفهوم الذكاء الاصطناعى وبداياته المبكرة بداية من عام 1947 مرورا بالتجارب المختلفة فى السبعينيات وما بعدها وصولا إلى بداية الألفية الجديدة واعتبارها مرحلة تمهيدية لما تم بعد ذلك خلال العشرين عاما الأخيرة والتى شهدت طفرة كبيرة فى شكل وحجم البيانات وكذا أيضًا فى تطور القدرات الحسابية لأجهزة الحواسب والشبكات المختلفة ومنها على شبيل المثال شبكات التواصل الاجتماعى وزيادة أعداد المشتركين بها ووصولها إلى نسب غير مسبوقة فى تاريخ البشرية بصفة عامة.
تمت الإشارة فى الندوة إلى أهمية حجم ودقة البيانات المتوافرة حاليا وكيف أنها تعتبر العامل الأكثر تأثيرا فى أنظمة الذكاء الاصطناعى والتى من غيرها لا تستطيع تلك الأنظمة العمل بكفاءة وفاعلية...تم تشبيه ذلك ببساطة بكم المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة للعقل البشرى العادى ومدى تأثيرها على جودة الإبداع البشرى وتنوعه.
ثم أتى الجانب القانونى ليطرح شجونه حول هذه القضية حيث تم استعراض مفهوم الإبداع وحق المبدع وحق المؤلف وما أصبح القانونيون فيه من حيرة عندما أصبح الإبداع نتاج لآلة وليس نتاجا لإنسان طبيعى وهو ما يتعارض مع مبدأ «نقطة العرق» والذى ينسب الإبداع وحقوقه إلى صاحب نقطة العرق أى المجهود المبذول لإنتاج هذا الإبداع.
أثار الشق القانونى أيضًا الجدل الدائر بين البلدان المختلفة وداخل الدولة الواحدة حول مفاهيم الملكية الفكرية المرتبطة بإبداع الآلة فعلى سبيل المثال لا الحصر تعترف بعض الولايات الأمريكية بحق حماية هذا النوع من الإبداع لمدة حماية 12 عاما فقط فيما لا تعترف بعض الولايات الأخرى بهذا الحق على الإطلاق.. البعض ينسب الإبداع لصاحب هذه الآلة والبعض الآخر ينسبه إلى المبرمج الذى قام بعمل برنامج الذكاء الاصطناعى الذى صدر عنه هذا النوع من الإبداع.
أوصت الندوة بضرورة قيام مجموعات مكونة من قانونيين وفنيين لدراسة ومحاولة اقتراح قوانين جديدة تستطيع تنظيم هذا النوع من الإبداع.
والندوة متاحة على الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للثقافة على الفيسبوك وأمانة المؤتمرات الخاصة به لمن يريد أن يتعرف على هذا الموضوع الجديد المحير والذى سيكثر التعرض له فى المستقبل القريب جدا.
