الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يافطة وتليفون

يافطة وتليفون

استعير هذا التعبير من الصديق العزيز الأستاذ الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم وهو تعبير يشير إلى استخدام الإعلام والاتصالات فقط فى إدارة الأعمال وتشغيلها.... أى أن يكون لك مساحة للإعلان عن النشاط ووسيلة للاتصال بالأطراف المختلفة من عملاء وموردين وبنوك وخلافه.



الأمر ليس مجرد وجود وسيط بين الشركات فيما يطلق عليه «السمسرة» بل يتخطاه إلى مفاهيم جديدة ظهرت بقوة مع انتشار تقنيات المعلومات وشبكات الاتصالات المختلفة فعلى سبيل المثال لا الحصر يتم الإشارة دائما إلى تجربة شركة أمازون وشركة على بابا واستخدامهم للمواقع الإلكترونية وإتاحتها لجمهور المستفيدين ليتمكنوا من اتمام عمليات الشراء المختلفة. 

الفكرة فى شركة أمازون على سبيل المثال بدأت متخصصة فى بيع الكتب ثم اتسعت لتشمل جميع الأصناف الأخرى التى يحتاج إليها المستخدمون.

مثال آخر على هذه الفكرة تقوم به عدة شركات تستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة فى عمليات نقل الركاب بوسائل النقل المختلفة من سيارات وحافلات وصولا إلى الدراجات النارية أيضًا.

لكن هل الأمر يتوقف عند هذا الحد...النفى هو الإجابة القاطعة، حيث تطورت تلك الخدمات لتشمل الخدمات الطبية والتعليمية وأيضًا هى نفس الفكرة التى تم بناء شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة عليها.

وعليه فإن رواد تلك الأعمال يستخدمون العالم الرقمى الجديد لمحاكاة النموذج القديم المكون من يافطة وتليفون ولكن بأساليب متقدة وعليه فإننا نجد أن شركة أمازون لا يوجد لها مخازن وشركات نقل الركاب لا تمتلك أى سيارات أو وسائل للنقل كما أن شبكات التواصل الاجتماعى لا تقدم أى محتوى بل يتم الاعتماد على أطراف أخرى تقوم بهذه المهمة, فعلى سبيل المثال فإن محتوى شبكات التواصل الاجتماعى تكون مسئولية المستخدمين ذاتهم.

فى مصر نجد تجربة متميزة مرتبطة بتوسيل الأكلات السريعة من المحال المختلفة... أن تجد مكانًا واحدًا أو جهة واحدة تتمكن من خلالها من أن تقوم باختيار الأكلات والحصول عليها بنظام الدفع بعد الاستلام.... الشركة عبارة عن موقع إلكترونى فقط ولا تمتلك أى أطعمة ولا تقوم بعملها أيضًا.

وهنا يكون السؤال هل اكتملت تلك المنظومة أو هل انتهت الأفكار المتعلقة بها وتكون الإجابة بالنفى أيضًا, فالأفكار كثير والآليات متاحة للجميع... الأمر يحتاج فقط إلى دراسة جيدة للسوق واحتياجات الأطراف المختلفة واستثمار التقنيات الحديثة لتسهيل الأمر وتذليل العقبات أمام الجميع.

الأمل فى الشباب المتحمس الجرىء ليقوم بالدراسة والبحث والتطبيق وهى مهارات مهمة وضرورية للتعايش فى العصر الحالى وكذا أيضًا فى مستقبل الأيام.