الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصوفية.. والاستغلال الانتخابى

الصوفية.. والاستغلال الانتخابى

لاشك أن التصوف يمثل منهجًا يسير عليه المسلم بعيدًا عن أى اطماع أو مصالح خاصة، حيث إن طريق التصوف هدفه الوحيد هو تحقيق القرب من الله من خلال مجموعة من القيم والأخلاق والمنهج  الذى تسير عليها كل طريقة من الطرق الصوفية.



ولم يشهد التاريخ  أن يتحول التصوف من منهج يرشد أصحابه والمحبين للزهد والورع إلى منهج دعائى يتم استغلاله فى اى منافسات أو صراعات على منصب.. إلا أننا ومع تطور العصر ظهر بين الطرق الصوفية من يحاولون أن يحيدوا عن نهج التصوف الحقيقى بإقحام الصوفية فى العلميات الانتخابية ... وهو ما نشاهده حاليًا من بعض من يعلنون دعمهم لمرشحين بعينهم  فى الانتخابات البرلمانية باسم طرق معروفة، أو تحت ستار انتاسبهم لطريقة من الطرق الصوفية.

إن التصوف فى حقيقته لا يعرف الاستغلال الانتخابى، ولا يعرف التأثير على اتباعه لتحقيق مصلحة شخص، بل ينبغى على الصوفية أن تظل بعيدةً عن دعم أفراد أو جبهات بعينها فى الانتخابات البرلمانية حتى لا يتحول الأمر إلى تسييس للتصوف، وهو ما يخرج الصوفية من كونها منهجًا لتحقيق الرقى والسمو والزهد إلى طريقة لكسب تأييد قطاع عريض من الشعب  فى اختيارات سياسية أو انتخابات برلمانية. 

ولقد أحسنت الطريقة الرضوانية حين أعلنت لأتباعها أنها لا تدعم أى مرشحين وليس لها اى مطمع فى تأييد أحد,  فضربت نموذجًا رائعًا  لحيادة الصوفية وبعدها عن الأطماع الانتخابية، وكم أعجبنى كلمات الطريقة الرضوانية التى عبرت فيها عن ذلك عبر صفحة ساحتها  على الفيس بوك حيث قالت :» إن الساحة الرضوانية المباركة كانت ولا تزال وستظل بفضل الله تعالى مكانًا أسس خالصا لوجه الله تعالى.مفتوحة أبوابها لكل الناس من مختلف الطبقات والفئات.وليس لها فى دنيا الناس شيء.وليست محسوبة على فئة دون فئة، ولا على أفراد دون آخرين. وأنها أيضًا ليس لها مرشح فى مجلس النواب؛ وإنما تقف على مسافة واحدة من كل السادة المرشحين وتدعو الله أن يوفقهم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد.»

أن كلمات الرضوانية تمثل بصورة واضحة حقيقة ما يجب أن تكون عليه الصوفية وطرقها، فليس لها مطامع فى منصب، أو سلطة، وأنها تقف على الحياد من الجميع، وهذا ما سارت عليه بعض الطرق وخالفته طرق أخرى بدعوى أن المرشح له منصب بين أهل التصوف أو قريب من شيخ طريقة ما.

إن الصوفية عليهم ألا ينزلقوا إلى فخ المطامع السياسية، وأن يعتبروا بما آلت إليه التيارات الدينية التى  اتخذت من الطريق السياسى طريقًا موزايًا لعملها الدعوى، فانحرفت، وأضلت.

وكلمة حق.. لا تزال الصوفية هى طوق نجاة للمجتمع من الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وأن وجود طرق صوفية معتدلة تعرف معنى التصوف بعيدًا عن المطامع  المختلفة، وعن الصراعات الانتخابية هى  السبيل لإعادة الناس إلى فهم الدين الصحيح بلا تفريط أو إفراط.. وعلى المجلس العلى للطرق الصوفية أن ينتبه لهذا وأن يصدر قرارات تمنع من استغلال اسم الطرق الصوفية أو التصوف فى اى صراعات أو منافسات انتخابية أو سياسية.