الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل لدينا نقص فى المعلومات 1-2

هل لدينا نقص فى المعلومات 1-2

سؤال يتردد بين الحين والآخر ويفتتح به العديد من خبراء المعلومات حلقاتهم النقاشية كسؤال استهلالى أو يتم طرحه عليهم فى تلك الندوات والحقيقة أن سؤالا كهذا ليس بالسؤال البسيط كما أن أية اجابة عليه قد تكون غير مكتملة وتحتاج إلى قدر كبير من التدقيق والتفصيل.



فى محاولة الاجابة عن هذا السؤال يجب ان نبدأ بطرح عدد من الاسئلة السابقة للإجابة ومنها على سبيل المثال سؤالان فى غاية الأهمية وهما متى وأين؟

ولنبدأ بالسؤال المرتبط بالزمن – متى- حيث إنه ببساطة يمكن تقسيم المعرفة وانتشارها الى عصر ما قبل اختراع آلة الطباعة وعصر ما بعدها كما يمكن إعادة التقسيم فنقول عصر ما قبل شبكة الإنترنت وعصر انتشارها وازدهارها.

ربما يتذكر جيلى كيف بدأت شبكة الإنترنت و ما حجم المعرفة التى كانت متاحة عليها فى سنواتها الأولى مقارنة بالوضع الحالى والتوقعات المستقبلية أيضا.. يسرى هذا على لغات العالم المختلفة - بالطبع اللغة الإنجليزية هى اللغة الأم على تلك الشبكة بحكم انتشارها - فعلى سبيل المثال لا يمكن مقارنة حجم المحتوى العربى فى بداية الألفية الثالثة بحجمه الآن وذلك فى المجالات المختلفة.

السؤال الثانى المرتبط بالجغرافيا -أين- هو سؤال حيوى ومهم حيث لا نجد أن المعلومات متاحة فى كل بلدان ومناطق العالم بنفس القدر فبعض تلك البلدان تتمتع بقدر كبير من الشفافية والإتاحة فيما لا تتمتع بلدان اخرى بنفس القدر هذا بالإضافة الى ما يمكن أن يطلق عليه جودة البيانات ومدى انتشار المعلومات المغلوطة و الأخبار الزائفة.

نأتى بعد ذلك الى نقطة محورية مرتبطة بمدى الوعى والإيمان بأهمية المعلومات مقارنة بانتهاج أساليب بدائية أو الارتكان الى أعمال الفهلوة والاستسهال وهى قضية تحتاج دائما الى التوعية المستمرة بأهمية المعلومات الصحيحة وقيمتها والى أى مدى يجب الاعتماد عليها و الالتزام بما تعطيه من إشارات ومؤشرات وهى أمور دفعت البعض الى إطلاق مسمى «بترول العصر» على تلك المعلومات.

نأتي بعد ذلك الى النقطة الأهم والمرتبطة بالأداء من خلال السؤال «كيف»  أى كيف نستفيد من هذا الزخم المعلوماتى للوصول الى القرار السليم والى الحكمة أيضا وهو أمر تعرض له المفكر الراحل الدكتور جلال أمين عندما أشار الى إحدى زياراته للخارج وكيف أن المعلومات الزائدة عن الحد فيما يتعلق بالطرق والشوارع والتى تأتيه من خلال الخرائط الورقية والرقمية وكذا أيضا من خلال الاشارات واللوحات الارشادية أدت به فى النهاية الى أن يضل الطريق حيث يعلق قائلا إنه لو كانت المعلومات المتاحة نصف أو ربع الموجود فقط لما ضل الطريق ولربما وصل الى وجهته بسهوله وهو مثال يوضح أن كثرة المعلومات وزيادتها عن حد معين قد يصل بالفرد الى نتيجة مشابهة لتلك التى يصل اليها فى حالة قلة المعلومات أو ندرتها.

وهو مثال يوضح الاشكالية الأهم فى عصر المعلومات تلك المرتبطة بكيفية الاستفادة من هذا الكم الكبير وكيفية تحليله للوصول الى النتائج المرجوة وهى قضية تحتاج الى تفصيل.

غدا نكمل