الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أندريا رايدر

أندريا رايدر

أهدى مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية دورته الثامنة والتى عقدت فى الفترة من 15 الى 21 مارس 2019آ لاسم الموسيقار الكبير اندريا رايدر ذلك الفنان الموهوب اليونانى الأصل صاحب أشهر موسيقى تصويرية للأفلام المصرية فى الخمسينيات و الستينيات وحتى وفاته المأساوية عام 1971.



 

وتخليدا لاسمه وفى محاولة جادة ومخلصة من الدكتورة رشا طموم أستاذ الموسيقى ورئيس قسم التأليف الموسيقى بكلية التربية الموسيقية ومقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة والباحثة فى علوم الموسيقى الغربية والعربية قامت بإعداد كتاب بعنوان  «أندريا رايدر.. مبدع موسيقى الفيلم» ضمن إصدارات المهرجان فى دورته الثامنة.

 

تأتى أهمية الكتاب فى إلقاء الضوء على هذا المبدع الشهير والمجهول أيضًا فالمعلومات عن حياته الشخصية قليلة ومتضاربة بها الكثير من المعلومات المغلوطة والأخرى التى تحتاج الى تدقيق وتوضيح منها على سبيل المثال اعتناقه للدين الإسلامى ووجود ابنه له...ربما لا تكون تلك المعلومات ذات أهمية كبيرة ولكنها تسهم فى رسم الصورة الحقيقية لهذا الفنان الكبير وتوضح مدى تطور موسيقاه منذ بداية الخمسينيات وحتى وفاته.

 

البداية كانت العزف من خلال فرقة موسيقية فى الحفلات والملاهى الليلة الراقية ربما اكتشفه أحد الفنانين ودفعه الى الاتجاه الى التأليف الموسيقى ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام المصرية وهو الامر الذى برع فيه بصورة خلدت اسمه وأسهمت بصورة كبيرة فى نجاح تلك الأفلام.

 

لن استفيض فى شرح أسلوبه فى العمل فالكتاب جدير بالقراءة والموضوع يحتاج إلى المزيد من البحث باستفاضة ولكن ما قام به وضع أسس مهمة لهذا المجال المهم, فالموسيقى تعطى إشارات و رسائل بداية من تتر الفيلم مما يهيئ المشاهد نفسيًا لطبيعة الفيلم سواء أكان فيلمًا كوميديًا خفيفًا او فيلمًا جادًا أو حتى مأساويًا..

اعماله تتنوع بين الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام اليونانية وعدد مهم من الأفلام المصرية منها دعاء الكروان والرجل الثانى وغروب وشروق واللص والكلاب والنظارة السوداء وأغلى من حياتى والسراب والحب الكبير ونهر الحب ونورا وحسن ونعيمة والذى شارك فيه بالتوزيع الموسيقى الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب.

 

هذا التنوع ينفى عنه صفة التخصص فى الموسيقى الكلاسيكية, حيث استلهم  روح الموسيقى الشعبية فى عدد من الأعمال كما قام بوضع موسيقى عدد من الابتهالات الدينية وقام أيضًا بتلحين عدد من الأعمال الخالدة منها أغنية الفرانكواراب الشهيرة Take Me Back To Cairo كما قام بتلحين «أنشودة وداع» التى ودع بها فنانو مصر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والذى كان قد منح اندريا رايدر الجنسية المصرية قبل وفاته بأسابيع قليلة.

 

إنتاج رايدر فى مجال موسيقى الفيلم المصرى يقترب من سبعين عملًا أغلبها كتب فيها الموسيقى منفردًا وبعضها بالمشاركة مع كل من فريد الأطرش وعبد الوهاب.

 

جاءت وفاته فى 5 مارس 1971 نتيجة ازمة قلبية حادة على إثر مشاجرة تمت مع بعض اللصوص الذين هاجموه أثناء سيره فى بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين أثناء تواجده فى إحدى الجولات الفنية وكأنما كان يرثى نفسه بلحن «أنشودة الوداع» ذلك اللحن الخالد الحزين.