الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المفسدون فى الوطن.. خوارج

المفسدون فى الوطن.. خوارج

فى كل يوم تسير فيه مصر إلى التنمية والتقدم والاستقرار تزداد نبرة العداء للدولة المصرية ويزداد معها نشاط العملاء المأجورين لإيقاف عجلة التنمية فى الوطن فتعلو أصواتهم بضرورة الخروج والتظاهر والتخريب وهدم ما تم بناؤه من أجل  أوهام يحاولون الترويج لها، وهم يعلمون فى قرارة أنفسهم أنهم كاذبون ومفسدون. 



إن من أعظم صور الإفساد فى الأرض فى زماننا المعاصر هو الإفساد فى الوطن، ناهيك عمّا ذكره القرآن الكريم فى حال المفسدين وعقابهم الذى يجب أن ينالوه، فمحاولات التخريب فى الوطن إنما هو إفساد يفوق جرمه الأفعال الإجرامية الأخرى، حيث إنه دون الوطن لن تكون هناك حياة، ولن يقام الدين، ولن يكون هناك مجتمع إنسانى. 

ولا يختلف عالمان على أن الإفساد هو صفة الخوارج الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  فى قوله: «(يخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون عن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم، فإن قتلهم أجر عند الله لمن قتلهم)

  هؤلاء الخوارج فى زماننا أصبحوا يطلقون أسهمهم للنيل من الأوطان تارة باسم الحرية وتارة باسم الدين، وكان أكثر استخدامهم لغة الجهاد ضد الدولة والحكام   فخربوا بتلك اللغة دولا وأوطانا، لكنهم لم ينجحوا فى مصر، حيث وقفت لهم مؤسسات الدولة الواعية لتكشف حقيقة زيفهم للجهاد.

ولقد أعجبنى توضيح  دار الإفتاء المصرية لكذب الخوارج وجهادهم المزعوم الذين يحاولون به استمالة العواطف وخداع الناس، حيث أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد فى الإسلام جهاد أو قتال يخرج عن النظام العام للدولة وسلطان الحاكم وإذنه، ولا يعترف الإسلام بأي راية يقاتل تحتها المسلم إلا راية الدولة الوطنية التى تحمى الإسلام وجميع الأديان.

كما شددت أن ما تمارسه جماعات الخوارج وتسمّيه جهادًا فى سبيل الله ما هو إلا بغى وإفساد فى الأرض ينطبق على فاعله حد الحرابة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَه وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

وأوضحت الدار أن الجهاد فرض كفائى تقوم به الجيوش ومؤسسات الدولة، ويشمل حفظ الحدود وتأمين قوة الردع وحفظ الأمن الداخلى، مؤكدة أنه تشريع ربانى للدفاع عن الأرض والدين والقيم والعرض تحكمه ضوابط شرعية إلهية حتى لا يتحول إلى عمل عدوانى.

وكلمة حق.. إننا بحاجة إلى استعادة الوعى المجتمعى من خلال برامج إعلامية واعية تستهدف بناء الفكر المعرفى لدى الناس لا سيما فى أمور دينهم بعيدا عن لغة البرامج  التى تعتمد الحديث السياسى فقط، وأن يكون هناك برامج أو قناة متخصصة  فى عرض المفاهيم الدينية الصحيحة وتستهدف وضع حد لهذا الزيف المتكرر والمستمر من قبل خوارج العصر باسم الدين من أجل الإفساد فى الوطن وإلحاق الخراب بالأمة...