الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البصمة الرقمية

البصمة الرقمية

كما أن لكل منا بصمة إصبع مميزة لا تتكرر يتم الاستدلال بها مع ما يطلق عليه الأدلة الجنائية لإثبات العلاقة بجريمة ما فإن العالم الرقمى لا يختلف كثيرا فى هذا الاستدلال أيضا.



لدينا الآن ما يطلق عليه أدلة رقمية Digital Forensics وهو فرع من فروع العلوم الجنائية يشمل الاسترداد والبحث عن المواد الموجودة على الأجهزة الإلكترونية المختلفة من حواسب وتليفونات محمولة وحسابات على البريد الإلكترونى وشبكات التواصل الاجتماعى وحسابات البنوك وخلافه والتى يمكن بتحليلها أن يتم إثبات أو نفى اشتراك صاحبها فى جريمة تمت باستخدام تلك التقنيات.

يطلق على تلك الأنشطة تعبير «البصمة الرقمية» وأحيانا يطلق عليها «الظل الرقمى» Digital Shadow وهى أنشطة مرتبطة بالأشخاص وبالمؤسسات أيضا.

تنقسم البصمة الرقمية إلى بصمة معلومة Active وأخرى غير معلومة Passive وذلك من حيث معرفة الشخص بأنه يقوم بها مثال للأنشطة المعلومة ما يقوم الشخص بوضعه على شبكات التواصل الاجتماعى بمعرفته وبإرادته أما الأنشطة غير المعلومة مثل البيانات التى يتم جمعها عن أنشطة الشخص فى تصفح المواقع وزيارتها وما يقوم بتنزيله من ملفات مختلفة.

بالطبع يمكن تقسيم تلك البصمة إلى نوعين رئيسيين أولهما البصمة السلبية والتى تنشأ مما يقوم الشخص بوضعه على شبكة الإنترنت أو المواقع التى يقوم بزيارتها والتى قد تكون لا تليق وعليه فإن أى بحث أو تحر عن هذا الشخص ستظهر الجانب السلبى فى شخصيته وتصرفاته والتى يسعى طوال الوقت لإخفائها و يعتقد أنه نجح فى ذلك.

العكس تماما هو ما يطلق عليه البصمة الإيجابية أى أن تكون الأنشطة التى يقوم بها المستخدم تساهم فى رسم صورة إيجابية عنه كأن يقوم بزيارة مواقع محترمة مرتبطة بتطوير مهاراته أو قدراته الثقافية أو الترفيه البرىء الهادف ومنها أيضا ما يقوم بوضعه على شبكات التواصل الاجتماعى من مواد هادفة ومهمة تساهم فى رسم صورة إيجابية عن صاحبها. أما عن كيفية المساهمة فى رسم هذه الصورة فيتم بعدة طرق أولها أن يقوم الشخص بالبحث عن اسمه على شبكة الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعى عموما وتقييم ما يرد إليه من نتائج.

الطريقة الثانية أن يقوم الشخص بالتفكير قبل أن يقوم بأى نشاط وقبل أن يقوم بوضع أى بيانات على تلك الشبكات بأن يسأل نفسه سؤالا بسيطا مفاده :«هل ما أفعله أو أقوم بنشره سياسهم فى رسم صورة إيجابية أم سلبية».

الطريقة الثالثة أن يقوم المستخدم بأنشطة تساهم فى وصول صورته الإيجابية إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين كان يستخدم أدوات التسويق الإلكترونى فى الترويج لتلك الصورة.

ومن هنا نرى وجه التطابق بين أسلوب رسم الصورة الإيجابية فى كل من العالم المادى والعالم الرقمى والتى تؤكد على حقيقة قد يجهلها أو يتغافل عنه البعض وهى أن كل ما يتم من خلال تلك الشبكات يمكن الوصول إليه واستخدامه فى صالح المستخدم أو ضده.