الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشركة العريقة تبدأ إنتاج أول سيارة كهربائية على طريقة رمسيس

«صنع فى مصر» من شركة النصر

ما أشبه الليلة بالبارحة.. فى الماضى البعيد حينما إنطلقت شرارة تصنيع السيارات فى مصر كانت على يد شركة النصر للسيارات والتى أنتجت سيارة رمسيس عام 1960، اليوم وبعد عقود من الزمن تدخل الشركة العريقة معركة جديدة فى صناعة السيارات لتبدأ من حيث انتهى العالم فى تلك الصناعة من خلال إنتاج أول سيارة كهربائية على أرض مصرية تحمل شعار صنع فى مصر بالشراكة مع شركة «دونج فينج» الصينية المتخصصة فى مجال صناعة السيارات الكهربائية، ومن المقرر أن تنتج شركة النصر للسيارات 25 ألف سيارة كهربائية سنوياً وسيتم طرحها فى الأسواق بنهاية 2021.



لتبدأ بذلك قصة جديدة فى صناعة السيارات على يد شركة النصر وتكون بمثابة بوابة مصر للدخول فى تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية حيث يتجة العالم الآن لوقف إنتاج السيارات التى تعمل بالوقود والاعتماد على السيارات الكهربائية كلياً.

ويأتى هذا المشروع فى إطار مشروع إحياء شركة النصر للسيارات والمتوقفة منذ صدور قرار تصفيتها عام 2009، وإنتاج السيارات الكهربائية على خطوط الشركة تحت العلامة التجارية العريقة “النصر”ويصل سعر السيارة الى 350 الف جنيه. 

تسعى مصر للتحول بقوة نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، واتخذت فى سبيل ذلك العديد من الخطوات الجادة، فى ظل توجيهات القيادة السياسية المستمرة، بتوطين صناعة السيارات الكهربائية، ومن خلال التعاون مع افضل الشركات المتخصصة عالميا فى هذه الصناعة والاتفاق مع شركة «دونج فينج» الصينية المتخصصة فى مجال صناعة السيارات، لإنتاج 25 ألف سيارة كهربائية سنوياً على خطوط شركة النصر للسيارات .

وكان وزير قطاع الاعمال قد أجرى زيارة إلى الصين فى سبتمبر 2019 حيث التقى وزير الصناعة الصينى وكبرى مصنعى السيارات فى الصين، وقام بزيارة مصانع شركة دونج فينج، كما استقبال وفد من الشركة الصينية فى القاهرة نوفمبر 2019، وإجراء عدة لقاءات معه وزيارة مصنع شركة النصر للسيارات، وموافاتهم بالبيانات والمعلومات والرد على الاستفسارات.

وعقب توقيع مذكرة التفاهم التى وقعتها وزارة قطاع الأعمال مع الشركة الصينية تم استكمال الدراسات الفنية الخاصة بنوع السيارة الكهربائية التى سيتم إنتاجها فى مصر، حيث كان قد تم الاتفاق على إنتاج أحدث الطرازات التى تنتجها شركة دونج فينج والتى تتناسب مع السوق المصرى وحققت نجاحا كبيرا فى الصين خلال السنوات الماضية وهى «E 70»، وذلك فى ضوء الدراسة التى أجريت فى هذا الشأن، كما تم الاتفاق على اختبار عدد محدود من السيارات من هذا الطراز فى مصر خلال الفترة المقبلة بنسبة مكون محلى تصل الى 40% وتجميع السيارة بالكامل داخل النصر. 

ووجه هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام إدارة شركة النصر بإنهاء كافة الدراسات وخطط العمل التفصيلية بالتنسيق مع إدارة شركة دونج فينج قبل نهاية صيف 2020، وذلك لاستهداف بدء الإنتاج قبل نهاية 2021

وتمت دراسة التجربة الصينية فى صناعة السيارات الكهربائية، وتم التواصل مع عدد من الجهات الحكومية المعنية بشأن الإعداد لمشروع إنتاج السيارات الكهربائية، حيث تم وضع حزمة من المحفزات الخاصة بالسيارات الكهربائية من بينها دعم بقيمة 50 ألف جنيه لأول 100 ألف مشترى وفقا لضوابط محددة، والتنسيق مع وزارتى الكهرباء والتنمية المحلية لإنشاء 3 آلاف محطة شحن سريع على مدار 3 سنوات، ومشروع لإحلال التاكسى الأبيض بسيارات كهربائية أسوة بمشروع إحلال التاكسى الأبيض فى عام 2008.

فيما قال مصطفى حسين، خبير السيارات، أن المستقبل للسيارات الكهربائية لاجدال حيث أن أغلب الدول من عام 2030الى 2040 ستبدأ فى ايقاف انتاج السيارات ذات الوقود البترولى وإنتاج هذه النوعية من السيارات، وعلى المستوى المحلى توطين هذه النوعية من السيارات يحتاج انشاء بنيه اساسيه لها من محطات للشحن والصيانة على مستوى الجمهورية، واضاف انه من الصعب البدء فى انتاج سيارات ملاكى منها ومن الأفضل البدء بإنتاج الحافلات والباصات الكهربائية ومن السهل انتاج كافة اجزائها محليا فى مصر، وقد يكون أسعار إنتاج السيارات الكهربائية مكلفا ولكن تتميز بقلة استهلاك الطاقة التى تصل إلى ربع ما يتم استهلاكه من الوقود البترولى وسهولة الصيانة، الى جانب تعد سيارات صديقة للبيئة غير ملوثة، وتابع أن أفضل شريك لنقل هذه التكنولوجيا لمصر هى الصين حيث إنها أصبحت متقدمة جدا فى تكنولوجيا السيارات الكهربائية فى جميع أجزائها من محركات السيارات وبطريتها.

وتابع: أن إنشاء أول مصنع للسيارات الكهربائية فى مصر على أرض شركة «النصر» للسيارات، خطوة جيدة لتجميع السيارات الكهربائية محليا، خاصة فى ظل توجهات الحكومة بالاعتماد على الطاقة النظيفة، والنصر للسيارات تحتوى على العديد من مقومات العمل والنجاح ومن الخسارة الشديدة أن تترك مهملة بدون عمل انتاجى يعود على الاقتصاد القومى فى مجال قطاع السيارات، ولفت حسين أن المناخ الحالى للدولة سيساعد النصر للسيارات فى النجاح والعودة مجددا للإنتاج .

وتعود فكرة الإتجاه للإنتاج السيارات الكهربائية فى 2018 حيث شجعت الحكومة استيراد السيارات الكهربائية لمصر، وذلك عقب قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعفاء السيارات الكهربائية من الرسوم الجمركية، وسرعان ما أصدر وزير التجارة والصناعة، قرارًا يسمح باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة، واشترط القرار ألا يتجاوز عمر السيارات الكهربائية المستعملة المستوردة عن ثلاث سنوات بخلاف سنة الإنتاج حتى تاريخ الشحن أو التملك.

وذلك عقب افتتاح أول شبكة شحن للسيارات الكهربائية فى مصر فى فبراير 2018، والتى أنشأتها شركة «ريفولتا مصر» بالتعاون مع الشركة الوطنية لبيع وتوزيع المنتجات البترولية.

ومن المقرر أن يصل عدد نقاط الشحن بنهاية المرحلة الأولى 65 نقطة منتشرة فى 7 محافظات، باستثمارات تصل لأكثر من 65 مليون جنيه، وفى سبتمبر الماضي، شهدت مصر خلال معرض القاهرة الدولى للسيارات «أوتوماك فورميلا» فى دورته الخامسة والعشرون مشاركة هى الأولى من نوعها فى عدد «السيارات الكهربائية» التى قدمتها العلامات التجارية المشاركة أمام زوار المعرض.

عقب ذلك بـ3 أشهر أعلنت الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف وكلاء سيارات سكودا وسيات وفولكس فاجن وأودى فى مصر، أنها تخطط لطرح سيارات كهربائية فى السوق المحلية بحلول عام 2020، ذلك بالتعاون مع وزارتى الكهرباء والبيئة، تعتبر الحل الأمثل للحفاظ على الكوكب فى ظل ارتفاع معدل العوادم وثانى أكسيد الكاربون فى الغلاف الجوى الذى يؤثر بدوره على الحياة بالكوكب، انخفض سعر السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ عن التجارب والنماذج التى قدمت للمستهلكين حتى 2009، حيث دخلت شركات عالمية فى صناعة السيارات الكهربائية، وفى مصر يختلف الوضع إلى الأحسن حيث تم إعفاؤها من الجمارك ما يعنى أن سعرها سيكون منخفضًا مقارنة بمثيلتها التقليدية.