الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النوم والموت

النوم والموت

نخشى الموت ونحب النوم بالرغم من أنهما متشابهان بدرجة كبيرة ففى كل منهما نفقد الإحساس بمرور الوقت ولا نستطيع السيطرة على أجسامنا.



نحب النوم فهو راحة للجسم ولا نستطيع مهما قاومناه إلا أن نستسلم لسطوته فى النهاية فالنوم «سلطان» كما يقولون دائما.

عالم البرزخ  لا نعلم عنه الكثير بعضها مشاهدات وبعضها استنتاجات مما ورد فى القرآن الكريم وبعض التفسيرات الخاصة به وبعضها من السنة النبوية الثابتة. للإمام ابن القيم الجوزية كتاب هام بعنوان «الروح» يكشف فيه عن العديد من الأسرار الخاصة بالروح والنفس من خلال تفسيرات مستقاة من كتاب الله والسنة النبوية.

ولكننا نخاف الموت وذلك لأسباب كثيرة منها الخوف من الحساب جراء ما اقترفناه من آثام ومنها حبنا الشديد للدنيا بالرغم من ما نعانيه فيها من أحداث لا نرضى عنها... معاناة الحاجة والفقر والمرض والاكتئاب والخوف والتوتر وما إلى ذلك...اختصر المولى جل وعلا ذلك فى الآية الرابعة من سورة البلد «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى كَبَدٍ».

نجد ذكر الموت فى القرآن الكريم  كثيرا وذكر النوم ايضا ففى الآية 259 من سورة البقرة نجد ذكر عزير نبى الله الذى أماته الله مئة عام ثم بعثه نتيجة أنه مر على قرية خاوية فتعجب كيف يحييها الله بعد فنائها فأماته الله مئة عام ثم بعثه طالبا منه ان ينظر إلى حماره وإلى طعامه فوجد الحمار مجرد مجموعة من العظام النخرة وشاهد كيف كسى الله تلك العظام وعاد الحمار إلى سيرته الأولى وطلب منه أن ينظر إلى طعامه وشرابه كيف أنهما بقيا على حالتهما بدون أى تغيير بالرغم من مرور كل تلك المدة ويقال إن الطعام كان عبارة عن تين ولبن وهما من الأطعمة المعروف عنها سرعة التلف والعطب. اما قصة الفتية المؤمنين فى سورة الكهف وكيف أن الله أرسلهم فى سبات عميق لما يزيد على ثلاثمائة عام وعندما زالت الغمة واستيقظوا ظنوا أن نومهم قد استغرق يوما أوبعض يوم.

والحقيقة أن النوم كالموت ولا يجب أن نخشى هذا ولا ذاك ففى الأول وفى الآخر نحن فى حاجة إلى رحمة إله وفضله وبدونهما فإننا هالكون لا محالة.