الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لحظـات الاسترخـاء

لحظـات الاسترخـاء

فى شهر مايو الماضى ومع ارتفاع موجة فيروس كورونا طالعتنا الأخبار عن لجوء عدد كبير من المواطنين الروس إلى الداتشا وهى التى تعنى «المنازل الريفية» باللغة الروسية.. أعاد هذا التوجه إلى ذهنى فكرة الهروب من صخب المدينة إلى الريف حيث الهدوء والهواء النقى والاقتراب أكثر من الطبيعة البكر.. لم أذهب إلى الأرياف منذ زمن بعيد ربما لم تعد بنفس درجة الهدوء التى كانت عليه فى الماضى ولكنها حتمًا ستكون أقل صخبًا من المدينة.



أتذكر هروب شاعر قصيدة النهر الخالد محمود حسن إسماعيل إلى الريف بعيدًا عن ضوضاء المدينة ولا أدرى ماذا كان سيحدث له لو شاهد القاهرة هذه الأيام... بالمناسبة يعد الشاعر محمود حسن إسماعيل أول من تولى مسئولية إذاعة القرآن الكريم عند تأسيسها وهو أيضًا الذى سعى بدأب لجمع تسجيلات الشيخ محمد رفعت فى التلاوة العطرة وحفظها.

وعلى ذكر إذاعة القرآن الكريم فلقد تابعت مقطع فيديو لأحد مقدمى فقرات الاستاند اب كوميدى الذى استعرض فيه ذكرياته مع برامج تلك الإذاعة ومقدميها وتابعت كم الهجوم الكبير الذى تعرض له.. ربما لعشاق الضحكة فإن الأمر لا يعدو استرجاع ذكريات طفل صغير مع تلك الإذاعة العريقة وربما كان الموقف سيمر إلا أن هجمة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعى أعطت الأمر أبعادًا كثيرة وكبيرة ربما لا تتناسب مع حجم الفعل بل وفى بعض التعليقات وصلت إلى الاتهام بازدراء الأديان أيضًا وهذا فى تقديرى هو انعكاس لحالة الهستيريا المستمرة والتى تحتم علينا جميعًا أن نبحث عن لحظات استرخاء بعيدًا عن هذا الضجيج وهذا الصخب المستمر.

أخبار أخرى خلال هذه الأيام عن مجموعة من التسريبات الصوتية وتراشق اتهامات قبل وأثناء وبعد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية مع أخبار عن أم تقتل أبناءها أو تلقى بهم فى نهر الفرات وأخبار أخرى عن مريض نفسى يواقع النساء ويقوم بتصويرهن.

أخبار شخصية عن مطربة ووالدها الذى يشكوها على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات لأنها لم تستجب لطلبه فى العلاج.. خبر عن محاولة خطف حقيبة فتاة ما تسبب فى وفاتها ثم نجد بعض المواقع تحاول أن تظهر حالات مشابهة لإظهار الأمر على أنه ظاهرة منتشرة وأن أى فتاة تخرج من بيتها وتعود إليه سالمة على أنه مجرد محض صدفة مما أثار هلع الآباء والأمهات والفتيات أيضًا.

هذا بالطبع بالإضافة إلى موقف الرسوم المسيئة وأسلوب التفاعل غير الفعال معه بعد أيام قليلة من التفاعل مع مقطع مصور قصير لراقصة برازيلية تتمايل على أنغام أغنية شعبية فى أحد مراكز التجميل أو تصفيف الشعر.

كل هذا يدفعنا إلى ضرورة الاحتماء بعقولنا وبوعينا وألا نتداول مثل تلك الأخبار السلبية وأن نتعود دائمًا أن نقتدى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى ما رؤى إلا باسمًا مبشرًا مستبشرًا. كل عام وحضراتكم بخير