التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعى 1-2

احتلت شبكات ومنصات التواصل الاجتماعى الكثير من الاهتمام بين أعداد متزايدة من السكان فى مختلف البلدان ليس هذا وحسب بل دفع سحر تلك الشبكات العديد من الناس إلى تعلم أساسيات استخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للدخول إلى هذا العالم السحرى مترامى الأطراف ومتعدد الاتجاهات لدرجة بات معها معنى شبكة الإنترنت متداخل مع معنى موقع مثل الفيسبوك وأيضا تداخل معنى وجود حساب للبريد الإلكترونى مع معنى وجود حساب شخصى على تلك الشبكات.

الإحصائيات المعلنة لأعداد مستخدمى تلك الشبكات تشير إلى مدى أهمية وتغلغل تلك التطبيقات فى الحياة اليومية لنا جميعا وهو أمر نلمسه من الانكباب المستمر لرءوس الجميع على شاشات المحمول فى المنزل والعمل والنوادى والمطاعم وصالات الانتظار بالمستشفيات وعيادات الأطباء والمطارات ومحطات القطار والمترو وخلال قيادة السيارات أيضا حيث تشير إلى أن مستخدمى الفيسبوك قد تخطى عددهم حاجز الـ2.7 مليار مستخدم فيما وصل العدد إلى نحو 2 مليار لمستخدمى اليوتيوب و2 مليار مثلهم لمستخدمى تطبيق الواتساب وحوالى 1.4 مليار مستخدم لتطبيق الماسنجر و1 مليار مستخدم تقريبا لتطبيق الانستجرام ونحو 800 مليون مستخدم لتطبيق التيك توك.

هذه الأعداد الكبيرة وهذا الشغف والانكباب لساعات طويلة يوما جعل تلك الشبكات مسرحا ومطمعا للعديد من القوى السياسية والدينية وقبلهما اضحت فرصة اقتصادية لتسويق وبيع العديد من السلع والخدمات وأيضا اصبحت كنزا لجمع الكثير من المعلومات عن المستخدمين وانماط حياتهم وتفضيلاتهم فى جميع الأمور وهى بيانات يتم تحليلها واستخدامها فى العديد من الأغراض منها ما يخدم الأهداف الاقتصادية ومنها ما يخدم الأهداف الاستعمارية أو التخريبية للفرد ومحيطه الصغير وصولا إلى محاولة الإيقاع بالأنظمة الحاكمة وتعطيل مسيرة التنمية والبناء وهو ما جعل قضية الأخبار المغلوطة Fake News تحتل مساحة كبيرة لدى مراكز الابحاث وفى خطب رؤساء الدول والحكومات أيضا.

وبعد  أن لمس الكثيرون منا خطورة وأهمية تلك الشبكات يكون من البله ان نعتقد ان الأمور تسير بالصدفة أو بالعشوائية التى يحاول البعض بإصرار شديد على تصديرها إلينا... تجربة ما اطلق عليه الربيع العربى خير دليل على مدى قوة هذا التأثير وإن كانت بلدنا قد تأثرت جراء ذلك الا أن الآثار تعتبر بسيطة مقارنة بالدول التى حدث بها تدمير كبير ولا يبدو فى الأفق بادرة أمل نحو اعادة التماسك وتجاوز تلك الأزمات على الأقل على المدى القريب.