الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أردوغان يدفع بالمنطقة إلى صدام الحضارات

أردوغان يدفع بالمنطقة إلى صدام الحضارات

ابحث فى كل مصيبة، أو أزمة أو مصادمات داخل الدول،  أوبين دولة وأخرى، أوفى نزاع إقليمى متعدد، تجد فى خلفية الصورة مباشرة الزعيم الفاشى التركى أردوغان، محرضا هنا، أو داعما هناك، أو متصادما مباشرة مع الآخرين، وهوبذلك بات أشبه بعفريت العلبة، الذى ينطلق بشكل مفاجئ مثيرا للهلع فى نفوس الآخرين . 



أردوغان يُعلن رسميا بسياساته ومواقفه، أنه الداعم الأول لشعارات ومواقف التطرف، وهويتبنى شعارات دينية مزيفة، وينطبق عليه المثل الشعبى « أسمع كلامك أصدقه،  أشوف حالك أستعجب «، وبات متوسعا فى هذه السياسات، طامعا فى تعميق الزعامة الدينية، لجماعات الإسلام السياسى المتطرفة، لدعم أطماعه وطموحاته الاستعمارية .

تصريحات زعيم الفاشيين الأخيرة بخصوص أحداث فرنسا، وعن الرسوم المسيئة، ونحر إرهابى لمدرس فرنسى، كانت عمليات تحريض مباشرة على أعمال العنف، وتسببت فى أحداث إرهابية أخرى، راح ضحيتها أبرياء، وتعرضت سمعة الدين الإسلامى للمزيد والمزيد من التشوه .

أردوغان لا يدافع عن الإسلام، ولا عن النبى « صلعم «، لكنه يستغل الدين الإسلامي، وغضب المسلمين، فى محاربة الرئيس الفرنسى ماكرون، كون الأخير يتصدى لمغامرات الزعيم التركى الفاشى الاستعمارية،سواء فى ليبيا أوفى شرق المتوسط وأخيرا فى الصراع الحدودى بين أرمينيا وأذربيجان، حيث عين المُستعمر التركى دائما على آبار النفط وأنابيب الغاز .

أردوغان تيقن بعد مغامراته الأخيرة، ومواجهاته السياسية وأطماعه الاستعمارية، وتعدياته على اليونان وقبرص، واستباحة ثرواتهم الطبيعية فى مياههم السيادية، والمواجهة الفرنسية - الألمانية لكل هذه المواقف، تيقن أن حلمه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ذهب مع الريح، ولم يعد حتى التفكير فى الأمر واردا، فقرر اللجوء إلى البديل الثانى، واستغلال عضويته فى حلف الأطلسى، ودوره فى خطط الردع الخاصة بالحلف، فى استمراء سياساته العدوانية، معتمدا على مساحة الخلاف الحاصل بين أوروبا وأمريكا .

عفريت العلبة يسعى إلى التصعيد ضد فرنسا، فى محاولة لابتزازها والدفع بها للتراجع عن مواقفها المعادية لسياساته، ولأطماعه التوسعية الاستعمارية بالمنطقة، وهى السياسات المثيرة للقلاقل والأزمات، فى منطقة تعانى أساسا من التوتر والاضطراب، والصراع مع التطرف وأفكار الإرهاب والعمليات الارهابية .

السياسات الفاشية للزعيم التركي، لا تهتم إذا ما تزايدت حدة أفكار التطرف وأعمال العنف والإرهاب بالمنطقة، وهى سياسات لا تأبه لما قد يصيب المنطقة من مشكلات واضطرابات، وانعكاسات ذلك على أوضاع التنمية فى الإقليم، قدر ما يهتم باستثمار المشكلات والأزمات لدعم سياساته ومصالحه الاستعمارية .

الحاصل أن اردوغان بمواقفه الأخيرة، الزاعمة الدفاع عن الاسلام ونبى المسلمين، قابلة للتغير الفورى، إذا ما تراجعت فرنسا وأوروبا عن مواجهة سياساته الإقليمية الاستعمارية، وهوالآن يتلاعب بجماعة الإخوان الإرهابية وفروعها فى جميع انحاء العالم بما فيها أوروبا، لدعم سياساته وأحلامه التوسعية فى المنطقة .

جماعة الإخوان الإرهابية تحولت الى مطية، يركبها زعيم فاشى يحلم بغزو بلاد العرب واعادة الاستعمار التركى «العثمانلى» للمنطقة، وهى مستعدة لمواصلة دعمه من أجل فرض حكم المرشد على المنطقة، لذلك تجد أردوغان فى كل مناطق الصراع والصدام بالمنطقة ممتطيا خرفان الجماعة وقائدا لهم.