الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن الرسوم المسيئة ودعوات المقاطعة 2-1

عن الرسوم المسيئة ودعوات المقاطعة 2-1

البداية فى عصرنا الحديث كانت مع كتاب سلمان رشدى «آيات شيطانية» حيث تعرض فيه لحديث الغرانيق وحادث الإفك وأمور أخرى غير صحيحة مما دفع الإمام الخمينى إلى إهدار دمه.



خلال السنوات الماضة تكررت الإساءة الى النبى الكريم من خلال مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة بدأت عام 2005 فى صحيفة دنماركية احتوت على 12 رسما مسيئا احدها يصور الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام مرتديا عمامة على شكل قنبلة يتدلى منها فتيل الإشعال.

وفى غضون اسابيع قليلة قامت عدة صحف فى النرويج والمانيا وفرنسا بإعادة نشر تلك الرسوم مما اشعل موجة من الغضب فى العالم العربى والإسلامى وادت الى حرق سفارات الدنمارك والنرويج فى العاصمة السورية دمشق فى 4 فبراير 2006 ثم احراق القنصلية الدنماركية فى بيروت فى اليوم التالى مباشرة وتزامن هذا مع مظاهرات خرجت من العديد من الدول الاسلامية مع دعوات لمقاطعة المنتجات الدنماركية ردا على تلك الاساءة.

ثم كان عام 2015 عندما قامت مجلة شارلى ابدو الفرنسية بنشر عدد من الرسوم المسيئة ثم كان الهجوم على مقر المجلة ومقتل 12 فردا داخلها على يد متطرفين مسلمين وعاودت المجلة نشر تلك الرسوم الايام القليلة الماضية مع بدء محاكمة 14 فردا يعزم تورطهم فى نفس الحادث الماضى مما اثار حفيظة المسلمين فى جميع بقاع الارض وادى الى قيام بعض المتطرفين بعمليات قتل لأبرياء بدأت بذبح مدرس فرنسى اعاد نشر تلك الرسوم ثم ذبح رجل وامرأة فى كنيسة فى مدينة نيس الفرنسية مع عودة حالة الاحتقان وارتفاع دعاوى مقاطعة المنتجات الفرنسية ردا على نشر تلك الرسوم.

ومن يتتبع الأمر يجد ان الرسوم المسيئة لا تطول سيدنا محمد فقط بل ان الرسوم المسيئة فى حق المسيح عليه السلام موجودة ومنتشرة ايضا وهى تسبب غضبا واستهجانا كبيرين فى الاوساط المسيحية والاسلامية على حد سواء ولكن هل ما يحدث هو الحل؟ هذا سؤال والسؤال الثانى هل رد الفعل يدعو اليه الدين الإسلامى أو المسيحى؟ والحقيقة  ان الاجابة بالنفى هى الاجابة الصحيحة التى يتغافل عنها الكثيرون لأسباب كثيرة.

يأتى الرد والإجابة عن هذا التساؤل من خلال قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (الحجر:94،95). وهو فعل ينسبه المولى عز وجل لنفسه تماما مثلما نسب لنفسه حفظ كتابه الكريم فى سورة الحجر الآية 9 «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» وفى الايتين لم يأت الامر من الله لنا بالفعل وحتى وان كان امرا ضمنيا فإنه لا يكون بالقتل والاعتداء فالاستهزاء أو حتى الاعتداء بالفعل على النبى الكريم لم يكن مطروحا لعلاجه ان يتم قتل من قام بالإساءة.

وليس ادل على ذلك من حديث المرأة التى قدمت شاه مسمومة للنبى الكريم واعترفت بمحاولة قتله فعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها. فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك. قال: ما كان الله ليسلطك على ذاك، قال: أو قال: علي، قال: قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا، قال: فما زلت أعرفها فى لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم. غدا نكمل