الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عن الرسوم المسيئة ودعوات المقاطعة 2-2

عن الرسوم المسيئة ودعوات المقاطعة 2-2

لانزال مع ردود الفعل حول الرسوم المسيئة ومقارنة ما يحدث الآن بالإساءات البالغة التى تعرض لها النبى الكريم فى حياته وصولا إلى محاولة قتله بشاة مسمومة واعتراف المرأة اليهودية بهذه المحاولة وتعامل النبى معها ومع من أراد قتلها.



إذا فالقتل ليس حلا مطروحا لا فى الدين ولا فى أى منطق عاقل... السؤال الأول لماذا لم ينتفض المسلمون للإساءات المتعددة للسيد المسيح وكيف كان رد فعل مسيحيي العالم كله؟ ثم نأتى إلى السؤال الثانى الخاص بالمقاطعة هل هذه المقاطعة فعالة وستمنع تلك الإساءات من أن تتكرر؟ أين علماء الاقتصاد ليبينوا للناس أن المنتجات حاليا أصبحت بلا أوطان تقريبا فبعد سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الاقتصاد وتشابك وتعقد سلاسل الإمداد وتراخيص استغلال العلامات التجارية  وانتشار المصانع ومنافذ تقديم الخدمات فى جميع دول العالم واشتغال جنسيات مختلفة بها باسلوب أصبح الارتباط فيه بين المنتج والبلد ضعيف جدا وربما غير موجود فمقاطعة منتجات فرنسية على سبيل المثال سيؤثر على مواطنى دول متعددة منها الدولة القائمة بالمقاطعة نفسها تلك التى تستضيف تلك المصانع وتقوم الاستثمارات بأموالها وتقوم بتشغيل أبنائها وتسهم فى نمو اقتصادها هذا من جانب ومن جانب آخر هل نقدر بالفعل على مقاطعة تلك المنتجات وليس لدينا بديل محلى لها... كيف يكون الحال عند مقاطعة الأسلحة والأدوية والأجهزة الطبية والمعدات الاستثمارية وبرامج الحاسب وشبكات الاتصالات؟ إن الأمر أكبر بكثير من مقاطعة الزبد الدنماركى والجبن الفرنسى.

ثم أين الاقتداء والتخلق بخلق الرسول الكريم فيما بيننا وأيضا فى تعاملاتنا مع العالم الخارجى؟ كيف لنا أن ننسى أن تصرفات التجار المسلمين كانت هى لب الدعوة إلى هذا الدين وكانت السبب فى دخول الكثير فى دين الإسلام.

ثم أين الجد والاجتهاد والاتقان فى العمل لكى نتبوأ موقف الصدارة على خريطة الإنتاج الصناعى العالمى... إلى متى سنتمسك بالقشور ونهتم بها ونترك أصول الأشياء مثل التشديد على ارتداء الساعة فى اليد اليمنى لمخالفة الديانات الأخرى وننسى أننا لم نستطع حتى الآن ابتكار أو صناعة ساعة مماثلة... أحد المشايخ المستنيرين عندما تم سؤاله عن حكم ارتداء الساعة فى اليد اليسرى ووجوب ارتدائها فى اليد اليمنى رد قائلا «هل صنعتها أنت أخى المسلم؟ ارجو أن تتخلصوا من تلك التفاهات... اصنع ساعة بأيدى خبراء مسلمين ثم ارتديها فى رجلك إن شئت».

اتذكر دوما سؤال المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود عن اثنين احدهما مؤمن بالله والآخر كافر به... إن سقطا فى البحر أو المحيط فمن سينجو؟ وتكون الإجابة المنطقية أن من سينجو هو من يعرف السباحة. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.