الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التغذية العكسية فى عصر المعلومات 2-2

التغذية العكسية فى عصر المعلومات 2-2

فى الماضى كانت التغذية العكسية والتعرف على رأى الجمهور فيما يقدم من فنون مختلفة محدودة للغاية وربما كان فن المسرح والحفلات الغنائية والموسيقية هى الأسلوب الوحيد للتواصل بين المؤدى وبين جمهوره وبالرغم من أهميتها للفنان أو الأديب فى التعرف على رأى الجمهور فيما يقدم ومساعدتها له فى تغيير المحتوى أو الأسلوب ليلاقى المزيد من الثناء إلا أن هذا يظل قاصرًا على الجمهور الذى أخذ بالفعل قرار الذهاب إلى قاعة المسرح لمشاهدة نجمه المفضل... لا يمكن التعرف على رأى من لم يحضر ولا يمكن افتراض أن كل من لم يحضر هو رافض بالفعل لما يقدم كما أن من لم يشتر الجريدة أو المجلة ليس بالضرورة رافضًا لما يقدم فيها أيضًا.



أما فى عصر المعلومات والذى بدأ بالمواقع الإلكترونية التى أتاحت للفنان أو للكاتب أن يتعرف على رأى الجمهور فيما يقدم من خلال قياسات أعداد الزائرين وأيضًا تعليقاتهم على تلك الأعمال... بداية جيدة ولكن كانت تلك البداية محدودة نظرًا لتناثر تلك المواقع وقلة عدد مرتاديها مقارنة بالمرحلة التالية والتى سيطرت فيها شبكات التواصل الاجتماعى على الأمر بصورة غير مسبوقة وقامت بابتلاع محتوى المواقع الإلكترونية وإعادة إنتاجه فى صورة أكثر بساطة وأكثر جاذبية لجمهور المستفيدين. تلك الخصائص التى جعلت عدد الحسابات على تطبيق الفيس بوك فقط تتخطى حاجز الـ2.7  مليار حساب على مستوى العالم كله.

وبغض النظر عن سلبيات تلك الشبكات والمتمثلة فى الحسابات الزائفة والأخبار الكاذبة وحملات التوجيه والاستقطاب إلا أن تلك الشبكات ما تزال هى أكبر منصة للتغذية العكسية يحصل الفنان أو المبدع من خلالها على نتائج دقيقة عما يقوم بتقديمه وفى خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.

وعليه يستطيع إعادة توجيه البوصلة إلى الاتجاه الأكثر طلبًا ويمكنه أيضًا تلافى الأخطاء التى وقع فيها ويتعرف أكثر وأكثر على ذوق وتفضيلات الجميع... ليس فقط محبيه ولكن أيضًا وجهة نظر كارهيه أو من لم يكن من الممكن أن يراهم فى مسرحه أو قارئين لإحدى رواياته أو مقالاته.

تجربتى الشخصية فى الكتابة اليومية حملت نفس المفاجآت فعندما أقوم بنشر إحدى المقالات على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى ألمس فارقًا كبيرًا بين توقعاتى وبين ذوق القراء فربما مقال اعتقد أن موضوعه مهم وأن أسلوب العرض رائع ولا أجد كم الإقبال المتوقع مقارنة بمقال آخر كنت أعتقد أنه بسيط أو ليس بنفس درجة القوة والعمق وهو أمر مهم جدًا لإعادة ترتيب الأفكار والتوجهات فيما هو آت.