الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع ..

باب الخروج

الأعمال للفنانة:  أسماء الدسوقى



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

باب الخروج

 

قصة قصيرة

كتبتها - حنان العطار

مثل فرس جميل تعدو مزهوة برشاقة روحها وسلاسة خطوها، ترى النور بلمعة مغايرة، وكأن السحب تعانق زرقة السماء فى رقصة هادئة برعاية أشعة الشمس التى تستشعرها كريمة وحانية، كل ما تمر عليه مبهج، ويبادلها التحية، يشاركها الوهج، مسرعة تطوى عقود عمرها، وتخلف وراءها خيبات، وتدوس بوقع قدميها كل من سقطوا سهوا وعمدا من غصن رهانها، متمردة على ضفائر الطفولة الساذجة، ورافضة لرباط سجن خصلات شعرها، تطلقه على كتفيها، تمنحه جموحا مع نسمات باردة، أحيت لديها كل الحواس، ما أجمله الحلم عندما يبزغ من ظلمة التناسى!، متعجلة للقاء، ومعها إقرار قبول، واعتراف بمحبة، وصك وصال، تعلم أن الفرسان لم يخرجوا قط من بين سطور الحواديت، وأن زمن البطولة انقضى وأصبح محض ذكريات، لكنه رجل  قفز إليها من نافذة الحلم المغدور به، جاء يمتطى جوادالرجولة، ويرتدى حلة المروءة، ليؤكد أنه مازال للحب فصول أخرى، وأنه من الممكن أن نصطدم صدفة بمن يبحث عنا، ويتقبل ما فعلته بنا الأيام، كانت تحيا بسلام، تدرك أن الأقدار تنسج على قدر الهمم، وأن ما فاتها لم يكن لها، لكن هذا القادم إليها، أحيا مشاعرها المحتضرة، حدثها عن بيتها الدافئ الذى استودعته شجرة الرضا، وعن شريكها الحنون الذى أغلقت عليه صندوق الأمنيات المستحيلة، قال لها إنه المخلوق لها و الباحث عنها فى دروب النصيب، عقب كل تنهيدة عشق، كانت تسأله: أنت حقيقة؟ ليرد بحزمة أفعال، تعجل بقربهما، هى فى طريقها لمقابلته، وحسم الأمور وتخطيط الآتى لهما، رن هاتفها، جاء صوته يتعجلها بعصبية، ويملى عليها وصايا عند دخول المكان لا تجعلها لافتة، ويعنفها على منشوراتها على صفحات التواصل، ويستفسر عن أحد المتفاعلين، ويحتد عليها لأسباب واهية، نبرة صوت لم تعتدها منه، فسرتها أنه شوق زائد أسرعت السير وهى تدندن بكل أغنيات الحب، بينما تنزل درجات سلم النادى على مرسى النهر؛ حتى تصل إليه، وقفت بعيدا تراقبه وهو على طاولته، نعم هو أخاذ وعطوف ودافئ، تلاشى به خوفها من الوحدة، به ملامح أبوية، وعنفوان محب، أسرعت إليه كمن يسرع إلى جنته، فاجأها بعبوس وجهه، وتعليقاته على مظهرها الفاتن، وصوت تعلو وتنخفض حدته مع أوامر يميلها، وقبضة يده و هى تضرب الطاولة؛ اعتراضا على ردودها، لحظتها شعرت بآلام على خديها فأخذت تتحسسهما شاعرة بتجدد وجع قديم وكأنها تدرك علامات أصابع محفورة  و  ملمس  لندوب جروح فى رقبتها قد تجددت، تراقب أفعاله وتغير ملامحه، وحمرة تكسو بياض عينيه، جعلت جسدها يرتعش ويستدعى آلاما فى كل ضلوعها،بعدها بدأ يهدأ، لكن صراع أفكارها لم يهدأ، محاولة استعادة صورته كما عرفته، فكانت تقفز أمامها لقطات لشخوص آخرين، استأذنت أن تذهب لتهذيب مظهرها، وغسل وجهها، وبينما هى فى طريق العودة لمكانهما، عدلت مسارها نحو باب الخروج، وصعدت سلم المرسى منطلقة للخارج.