الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رابطة أصدقاء النيش

رابطة أصدقاء النيش

ترجع أصول كلمة «نيش» أو Niche  إلى اللغة الفرنسية وتعنى المكان اللائق أو المناسب لوضع الأشياء القيمة وهو نفس المعنى تقريبًا الذى تعبر عنه الكلمة فى اللغة الإنجليزية.... للكلمة معنى آخر مرتبط بعلم التسويق والتى تعنى فئة محددة من العملاء المحتملين أو فئة محددة من السوق Market Niche.



أما فى الثقافة المصرية فإن كلمة «نيش» ترتبط بالأثاث وقائمة المنقولات فى عش الزوجية حيث تطلق الكلمة على قطعة من الأثاث غالبا ما يتم وضعها فى الصالة فى مكان ظاهرى... بداية الأمر كانت من خلال دولاب زجاجى صغير أطلق عليه قديمًا «دولاب الفضية» كان يتم وضع القطع الثمينة المصنوعة من الفضة أو الكريستال وكانت تلك القطع فى الأغلب قد حصلت عليها العروس عن طريق الإهداء أو الميراث من والدتها أو جدتها. 

ثم تطور الأمر وأصبح دولابًا زجاجيًا كبيرًا يتم فيه وضع «طقم الصينى» وغيره من أدوات الطعام القيمة التى تقدم للعروس كجزء من الجهاز.

الصراع حول «النيش» يبدأ منذ الاتفاق على العفش ويستمر طوال فترة الحياة الزوجية مع الزوج والأطفال مع وضع تحذيرات بمنع الاقتراب أو الفتح أو استخدام ما بداخله وصولًا إلى كونه إحدى نقاط النزاع داخل محكمة الأسرة أيضًا.

فى عصرنا الحالى والذى تغلغلت فيه شبكات التواصل الاجتماعى بصورة غير مسبوقة أصبح من الممكن إضافة أصدقاء إلى صفحتك على تلك الشبكات فعلى سبيل المثال يسمح موقع الفيسبوك بإضافة عدد من الأصدقاء بحد أقصى 5 آلاف صديق وهو رقم مهول مقارنة بما يمكن لك الحصول عليه والتواصل معه فى الحياة المادية وهنا يأتى السؤال عن كم التفاعل بينك وبين كل هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين.

طريقة تفاعل هؤلاء الأصدقاء مع ما تقوم بنشره تثير التعجب أحيانًا فمهما كان عدد الأصدقاء لديك فإن من يتفاعل معك منهم لا يزال محدودًا... مجموعة صغيرة معتادة ومتكررة والبعض الآخر يتفاعل بدورية أقل فيما تجد بعض الأصدقاء لا يتفاعل على الإطلاق... ربما يتم ذلك لأن أسلوب عمل الفيسبوك لا يطلعهم على ما تقوم بنشره وربما أيضا يعود ذلك إلى أسلوب تصفحهم فالبعض يفضل أن يستمر مراقبًا فقط دون أى تفاعل... يرى ما تقوم بنشره ولا يتفاعل لا بالسلب ولا بالإيجاب ربما لوجود محاذير ما تجعلهم يفضلون التصفح الصامت خوفًا من الظهور وربما يحمل البعض منهم ضغينة ما تمنعهم من ذلك وفى كل الأحوال فإن هذا النوع من الأصدقاء آراه يتطابق مع مثال «النيش» السابق الإشارة إليه والعجيب أن بعضهم  يثور ويغضب أن حذفته من قائمة الأصدقاء مصرًا على تقمص روح «النيش فى الصالة»... بعض الأصدقاء أيضا هم فى الحقيقة ليسوا أشخاصًا طبيعيين ولكن حسابات تم توليدها من خلال أنظمة ذكاء اصطناعى يتم استخدامهم لأغراض تسويقية أو لأغراض متابعة ما تقوم بنشره... بعض تلك الحسابات يكون واضحًا جدًا فلا معنى من أن تقوم فتاة جميلة بطلب صداقة لك وعند الدخول على حسابها تجد أنه قد تم إنشاؤه منذ سويعات قليلة ويحتوى على عدد محدود من الأصدقاء ربما لا يزيدون على أصابع اليد الواحدة... البعض الآخر يتم توليده من خلال أنظمة أكثر ذكاء فلا يمكن لك التعرف عليه بمجرد النظر والتصفح البسيط للحساب وفى جميع الأحوال فإن «أصدقاء النيش» هى ظاهرة تحتاج إلى الدراسة والانتباه أيضا.